٥٨ـ وسمعته يقول:"إن عبد الله التويجري الذي يسكن الرياض صوّر المخطوطات التي عندي كلّها".
٥٩ـ وسمعته يقول:"عندما كنت بمكة سمعت من الناس أنه أتى إلى جدة رجلٌ عالم من موريتانيا، فذهبت إليه، ووجدته نازلاً في منزل أعدّه جمجموم للموريتانيين، فذهبنا إلى هناك فوجدناه يلقي درسًا في المنطق، فجلسنا نستمع، وبعد الدرس سأله الوالد سؤالاً في المنطق، وهو: ما هي الأشكال الأربعة؟، وما هي الآيات التي في كتاب الله الدالة عليها أو نحو ذلك؟، وعندما قال له هذا السؤال فكأنّما سقطت عليه قنبلة فغضب وقال: من أنت؟، فقال الوالد: الجواب لا يتعلّق بمن أنا، أنا أريد الإجابة فقط، فقال له العالم: اخرج من عندنا ولا تجلس. فخرج الوالدُ من عنده.
ودارت الأيام ثم بعثت الدولة الشيخ الموريتاني إلى الرياض من أجل أن يدرِّس في الكليّة هناك وكان الوالد ممن بُعث إلى هناك، فكان من حسن الحظ أنّ الشيخ سكن بجوار منزل الوالد وعلم أنه ساكن بجنبه، فذهب إليه هو وأحد الشناقطة فدخلوا عليه في منزله وعرّف الوالد بالشيخ فقال: ألا تعرف خصمك؟، فقال: من أين لي أن أعرفه، فذكر له ما سبق، فقال الشيخ: ما كنتُ أعرفك فجهلتك، وندمت بعد هذا الفعل في ذلك الوقت. قال الوالد: فمِن بعد أصبح الشيخ يتناقش معي في المسائل وأتناقش معه بكل محبة وهدوء، والحمد لله.
قلت: وهذا الشيخ هو الأمين صاحب (الأضواء) - في التفسير-.
٦٠ـ قال الوالد: "في سنة ١٣٧٥هـ قام الشيخ ابن قاسم بجمع (الفتاوى) وكنتُ مشاركًا له في جمعِها".