ثم جماعة محمد بن الحسن الهاشمي، ومحمد بن أحمد بعيالهم، والأخ أحمد محمد بن حَمَنُو وعائلته، والأخ نوح بن منصور، وإبراهيم بن إيايا كلهم مع عوائلهم، ووصلوا في سنة ١٣٧٣هـ.
ثم ما زالت أفواجُ المهاجرين يردون من الصحراء الكبرى إلى الحكومة السعودية من شتّى القبائل المختلفة منهاجًا من سنة ١٣٧٩هـ إلى كتابة هذه العُجالة، وذلك كلّه بسبب ما أخبرَهم به الشيخ محمد عبد الله المدني المؤسس الثاني للهجرة من الصحراءبعد أبيه المحمود مع نشره للعقيدة السلفية الصِّرفة القُحَّة في تلك الصحراء لما أخبرهم به من أنه لم يبق على البسيطة حكومة إسلامية إلاّ الحكومة السعودية، فقد صادفوا ما أخبرَهم به كما أخبرهم لم ينقص ولم يزد. ونرجو من الله أن تكون الحكومة هي المعنيّة بالحديث المعروف:" لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم مَن خذلهم ولا مَن خالفَهم إلى يوم القيامة ".
وأكثر من أتى مهاجرًا من الصحراء الكبرى هم البرابر الطوارق الذين لم يعهد لهم سلفٌ في الهجرة، بل هجّيراهم في بلادهم التنافس في الإمرة، إلاّ أنه لما قام الشيخ محمد عبد الله المدني فيهم مقام الناصح المناضل في سبيل الله أثّرت دعوته الصافية في قلوبهم القاسية التي أُشربت حبّ الفساد في الأرض.
ثم جاءت مجموعة أخرى من مهاجرة الصحراء الكبرى إلى البلد المقدّس أم القرى، منهم عالِم محمد ـ تلميذ الشيخ محمد عبد الله المدني.
وليس أحد ممن جاء باسم الهجرة إلاّ ومعه بعض عياله إلاّ كاتب هذه الحروف، فإنه ليس معه إلاّ شخص واحد من أبناء عمه: عمّار بن الحسن ابن حذيفة الأنصاري، بل ترك جميعَ أهلِه راجيًا من الله القدير على كل شيء أن يعوّضه خيرًا منهم كما عوّض الصحابة -رضوان الله عليهم- إذْ هاجروا وتركوا أهليهم خيرًا كثيرًا وأثابهم أجرًا كبيرًا.