ثم تولى القضاء فيها -أي: أبها- نيابةً عن الشيخ فيصل بن عبد العزيز المبارك مدّة شهرين.
وفي رجوعه من صنعاء عاد إلى أبها، وفي أثناء إقامته في أبها تزوّج عمة محمد عبد القادر الحفظي، ولم ينجب منها على ما قاله محمد عبد القادر.
وكان من تلامذته الملازمين له في أبها: محمد أحمد أنور العسيري الذي أفادني هذه المعلومات.
وقال محمد عبد القادر: كان الشيخ -رحمه الله- يحب التجوال، ولما عاد بتجارة من صنعاء سأله طلبة العلم كيف يشتغل بالتجارة وهو عالِم، فقال:"أنا أحقّ بها لأني أعرف حلالَها من حرامِها".
وفي عام ١٣٥٧هـ سافر من أبها إلى المدينة ولم يَعُدْ إلى أبها.
وقال في أبها:
ألا سقيًا لأبها من بلاد
...
عليل نسيمها يشفي العليلا
بلاد ما ألم بها غريب
...
فودّ مخيرًا عنها الرحيلا
ثالثًا: رحلته إلى أفريقيا:
أعني إلى (مِلّي) التي تسمى الآن (مالي) ، وقد ارتحل إليها سنة ١٣٥٧هـ، ولما وصل إلى تلك البلاد التكرورية أقام فيها مدّة طويلة تبلغ ستّ عشرة سنة يشتغل فيها بأمرين:
أولاً: تعليم الناس التوحيد السلفي، والحديث النبوي.
ثانيًا: يشتغل بالتجارة، ويذهب فيها إلى النيجر، وإلى نيجيريا، وإلى غانا، وهو على طريقة السلف حيث إنهم يُعلِّمون ويتّجرون لكي يستغنوا عن الناس فيما يتّصل بدنياهم.