وقد استفاد منه عددٌ كبير لا سيّما قبيلته، وكذلك الشباب من غير قبيلته، حتى إنَّ الطوراق تأثّر كثيرٌ منهم بدروسه التي يلقيها في التوحيد.
والحاصل: أن الشيخ محمد عبد الله المدين يستحقّ أن يكتب عنه أكثر من هذه العجالة، لو كان معه هناك طلبة علم متحمسون لدعوته السلفية، وذلك لأن الشيخ ما قصّر في توجيه أهله في (مالي) ولا في توجيه غير أهله هناك.
ولقد رأيته في نيجيريا في عاصمتها الشمالية (كانو) في بلاد (هوسا) يتجوّل فيها يعلّمهم العقيدة السلفية والحديث.
وكذلك في (غانا) التابعة آنذاك لنيجيريا في سنة ١٣٦٦هـ، ولو كان الشيخ أبو عبد الملك محمد عبد الله المدني غير شديد لانتفع به كثيرون.
وقد قال لي أثناء مفارقتي إيّاه: أرجو من الله عز وجل أن يقضي على شدّتي ويمنحني الرفق بالناس.
نسأل الله عز وجل أن يجعل جهوده التي قام بها في أفريقيا الغربية في ميزان حسناته، ويلحقه بالصالحين.
وأنشد قصيدة دالية ذكر فيها أسماء الأماكن التي مرَّ بها في طريقه إلى مالي، ومطلعُها:
ألمع برق سرى من علو أجياد ... فبت ما بين تذكار وتسهاد
تنفك ما بين إنشاء وإنشاد ... أم طاف طيف من سعاد فما
يضل فيها القطا الكدري والهادي ... أنِّى اهتدت في فيافٍ لا منار بها