للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (مناقة) هذه كانت في السابق تابعة للمركز الكبير المسمى (تاد مكة) ، (وتاد مكة) هذا بلد يعرفه التاريخ، كل المؤرخين ذكروه ووصفوه بكل ما يحتوي عليه من الناحية التجارية، كان بلدة تجارية كبيرة، وكان هذا المركز الكبير في السابق يسمى (السوق) ، وسمي بالسوق لأنه كان متوسِّطًا بين هذه الدول التي هي أولاً (ليبيا) ، و (الجزائر) و (المغرب الأقصى) و (موريتانيا) و (مالي) ، وهي في وسط هذه الدول، وكانت هذه الدول ترد على هذا المركز لنشاط التجارة فيه، فسُمِّي بالسوق.

ثم تغيّر هذا الاسم بسبب أن الموريتانيين الذين في الغرب -يعني: تقريبًا بين هذا البلد الذي يسمى بالسوق ثم تغير اسمُه إلى اسم (تادا مكة) -أصرّ الإخوان الموريتانيّون- وما كانوا أي المورتانيون يسمون بالموريتانيين، وما كانوا يسمون أيضًا بالشناقطة، كانوا يسمون بالقبلاويين ـ، يعني: كل ما هو في غربنا نسميه (قبلاوي) ، فكان هؤلاء يأتون باسم (الحج) فيمرون على هذا البلد، لأن هذا البلد في الطريق، هو في الطريق، لأنهم إذا وصلوا إليه وخرجوا إما أن يتجهوا إلى (تونس) وإما أن يتجهوا إلى (ليبيا) في طريقهم إلى (مصر) ، ومن مصر إلى (ينبع) ، هكذا كان طريق الحج سابقًا قبل الاستعمار.

طيب، فهم -هؤلاء القبلاويون أي الموريتانيون- إذا جاءوا عندنا يأتون بكثرة باسم الحج وباسم التجارة، فإذا جاءوا وصلوا إلى البلد فإنهم لا يخرجون منه، بل يبقون ويستوطنون ويتجّرون، ففي يوم من الأيام بعض أهل البلد سأل بعض أعيانهم، قالوا لهم: يا جماعة أنتم لما جئتم عندنا تقولون: نحن حجّاج، تقولون: أنتم جئتم إلينا في طريقكم إلى الحج، كيف إذًا أقمتم ولم تذهبوا إلى الحجّ؟، فيقولون لهم: حقًّا إننا جئنا باسم الحج، ولكن عندما وصلنا إلى هذه البلدة وجدنا أن هذه البلدة هي مكّة. انظر!، هي مكة. أي: أنهم استفادوا

<<  <  ج: ص:  >  >>