علينا فرنسا وضعاً شديداً ما كانوا أولاً يعاملوننا به، وهو أنهم قالوا: لا بد أن ندخل أبناءكم مدارسنا لكي يتعلموا اللغة الفرنسية كما هو الحال في كل المستعمرات، ويقولون: لماذا أنتم لم تدخلوا أولادكم في المدارس مثل أولئك، فنحن كانت عقيدتنا مع الاستعمار الفرنسي: أن الاختلاط بهم لا يجوز لأنهم كفّار، لاسيما دخول مدارسهم هذا عينُ الكفر، هكذا كنا .... فلهذا نحن صمّمنا على أنه لا يدخل أي ابن أو أي بنت من أبنائنا في المدارس، فلما انتهت الحرب العالمية الثانية جاءت فرنسا بجيش أربعمائة جندي مدجّج بالسلاح
-بالبنادق-، وجاءونا ونحن نصلِّي المغرب على غفلة، لأنه ما كانت الاتصالات، متوفرة، ولما جاءوا عند باب المسجد وقف الجيش واصطفّ أمام باب المسجد ونحن نصلِّي، فلما صلينا قال المترجِم الذي يترجِم للقائد -قائد الجيش- قال: لا يخرج أحد من المسجد أبدًا، لا يخرج أي أحد، لماذا؟، قالوا: لأن القائد يقول لا يمكن أن يخرج أحد من المسجد إلاّ بعدما توافقون على إدخال أبنائكم في مدارسنا، وإلا فكل من اعترض فدمُه هدر، هكذا، بهذا الشكل. طيب، الناس في المسجد عُزّل، ولا كان أحد عنده علم حتى مثلاً يدافع ولو بخشبة أو حجرًا، ما في، فالحاصل: صارت هذه طامة عظيمة على الناس، فمن هنا قال الكومندي لبعض العسكر: ادخلوا البلد أي ولد تجدونه تمسكونه، وأي أحد اعترض فاقتلوه.
هذا ما حصل، وفعلاً أخذوا أولادًا كثيرين منًّا، لأنه لا يوجد أحد يستطيع يقاوم، ما معنا أيُّ شيء نستطيع أن نقاوم به في تلك اللحظة، فأخذوا الأولاد.
فلما أخذوهم وذهبوا بهم، وقال الكمندي بعدما أخذوهم، وقد ألقى خطبة قال: نحن نعرف أن سبب امتناعكم من تسليم أولادكم للمدارس عندنا