أنكم تعتقدون أو ترون أنَّ إدخال أولادكم في مدارسنا عبارة عن تكفيرِهم، ولكن –يقول- من باب التطمين لكم ومساعدةً لكم فإنّا نعطيكم عهدًا إذا أردتم أن تبعثوا معنا مدرِّسين تثقون بهم يعلمونهم الإسلام في مدارسنا في جانب اللغة الفرنسية فنحن موافقون.
فلما أعطى هذه الكلمة أفادت الناس، لأنه أولاً ظنوا أنهم إذا أخذوا الأولاد هؤلاء فإنهم يذهبون بهم إلى مدرستهم ولا يسمحون لأحد -يعني: مسلم- أن يدرِّس، فلما فتح هذا الباب، قام المسئولون في البلد فعينوا مدرِّسين للتوحيد وللفقه واللغة، وذهبوا معهم....
ثم -أيضًا -تنازل كذلك فقال: إضافة إلى هذا فإنه سنفتح لهم مدرسة عندكم حتى يكونوا تحت رقابتكم.
وفعلاً فتح المدرسة عندنا في مركز (مناقة) ، نعم فتحها لأن المدرسة التي نحن ظننا أن الأولاد يذهبون إليها بيننا وبينها سبعة أيام بالجمل -وهذه الأيام لا يوجد شيء إلاّ الجمال، حتى هو راكب على الجمل، جاء هو والجيش يركبون على الجمال، ما كانت توجد سيارات في ذلك الزمان أبدًا ـ.
فالحاصل: لما عمل هذه العملية وبنى مدرسة، ودخل، وسمحوا لمدرِّسين منا بالمشاركة في تدريس الأولاد استقرّت المدرسة.
فلما استقرّت كان هناك شباب ما هم مقتنعين بما حصل وأنا منهم، قلنا: هؤلاء المجرمون الكفّار حينما يعلمون أولادنا وينصِّرونَهم معنى ذلك يرجعون إلينا لكي ينصرونا أيضًا، فإذًا لا بدّ لنا من طريق ننظر إليه كيف نعمل، فهنا اتفقنا نحن أربعة نَفَرٍ من الشباب، اتفقنا على أننا نخرج من هذه البلاد باسم الهجرة، حتى لا يُدركنا الوضع المرتقب، اتفقنا وخرجنا سنة ١٣٦٥هـ، ونحن أربعة.