خرجنا بدون جواز خرجنا متسلِّلين، لأن فرنسا لا تسمح لأحد لا بالحج ولا بالهجرة. وأنا كتبتُ في ذلك كتاب، هذا هو انظر إليه، هذا بخطِّي في ذلك الوقت، هذا الكتاب:(إعلام الزُّمرة بأحكام الهجرة) ، هذا سبب كتابته وأنا هنا، انظر هذا، هذا بخطِّي لما كنت في البلاد، هذا الكتاب سبب كتابته أن الإخوة لما عزموا على الخروج قالوا: إذًا نريد أن تكتب لنا كلمةً حول الهجرة، لأنه ما كانت الهجرة تُذكر حتى –مثلاً- يعرفون عنها شيئًا كافيًا، فكتبت هذا، نعم، كتبته بخطٍّ غير هذا هناك، ولكن بعدما خرجنا فوصلنا إلى مكة، وكانت منه نسخة منها، هذه النسخة بيضتها، فهذا سبب كتابة الرسالة "إعلام الزمرة بأحكام الهجرة".
فخرجنا متسلِّلين بدون جوازات، نسافر ليلاً ونكمُن نهارًا، من (مالي) إلى (النيجر) ، ومن (النيجر) إلى (نيجيريا) ، ومن (نيجيريا) إلى (الكامرون) ، ومن (كامرون) إلى (تُشاد) ، ومن (تُشاد) إلى السودان، ومن السودان إلى جُدة، هكذا الرحلة، ولم نخرج من التسلُّل ومن التفتيش إلا بعدما وصلنا إلى (نيجيريا) -لما وصلنا إلى (نيجيريا) بعد شهرٍ ونصف -على الجمال، هذا كلُّه على الجمال، لما وصلنا إلى (نيجيريا) هناك انتهى الاختفاء وصرنا ظاهرين، لأن (نيجيريا) في ذلك الوقت تحكمها (بريطانيا) .
ومن نيجيريا اتصلنا بمدير الجوازات، لأننا سنخرج من نيجيريا إلى الكامرون إلى تشاد، فلما جينا إلى مدير الجوازات في نيجيريا في بلدة تسمى (يروة) -وهي الفاصل بين الكامرون وبين نيجيريا- لما وصلنا إليها وقدمنا لمدير الجوازات -وكان مدير الجوازات هوساوي أو برناوي، لا، برناوي، كان برناوي- دلّنا عليه بعض الإخوان في تلك المدينة، لأنهم قالوا لنا: لا تخرجوا على عادتكم لما كنتم قادمين من فرنسا، لا تخرجوا إلاّ بجواز، لماذا، لأنكم إذا