وصلتم إلى تُشاد، تُشاد في حكم فرنسا -أيام ديجول- قال: إذا وصلتم إلى هناك يردُّونكم، لأن حكم فرنسا واحد، وهم في مالي وهم في تشاد، قلنا: ماذا نعمل؟، قالوا: أحسن تذهبون إلى الجوازات، يعني: مدير الجوازات في هذه المدينة -التي هي (يروى) ـ، ذهبنا إليه واستشرناه، نعم، شاورناه، قلنا له: نحن جئنا من مالي وهي في الاستعمار الفرنسي بدون جواز، والآن نحن مقبلون على تشاد فما هو رأيُك حولنا؟.
هذا الرجل تجاوب معنا تجاوبًا جديًّا، قال لنا: اعطوني مبلغًا من المال ونحن معنا فلوس كثيرة، قلنا له: لا بأس، أنت حدِّد، حدِّد الذي تُريد، فحدّد، قال: كل واحد يعطيني عشرين جنيهًا استرلينيًّا، العشرين جنيهًا استرلنيًّا في ذلك الوقت -هذا عند انتهاء الحرب العالمية الثانية -تساوي مبلغًا كبيرًا، وفعلاً أعددنا له المبلغ رأسًا، كل واحد منا أدّى له عشرين جنيهًا استرلينيًّا، وكانت العملة هذه في تلك البلاد -بلاد نيجيريا -ما تسمى جنيه استرليني -الذي هي اسمُها في بريطانيا التي تحكم البلاد-تسمى (الفام) ، اسمها بلغة المواطنين ما يقولون الجنيه يقولون (الفام) ، ويقولون:(سِلي) ، نعم، (فام) هو الجنيه، (سلي) هي التفاريق هذه.
فالشاهد لما أعددنا له المبلغ قال: أنا الآن أعطيكم جواز، وفعلاً كتب لنا جوازات بطريقة غير مستقيمة، وهي أنه قال لنا: أنتم من مالي، لا يمكن أعطيكم جوازات باسم مالي، لماذا؟، لأنه لو أعطيتكم جوازات باسم مالي ودخلتم تشاد -تشاد تحكمها فرنساـ، وفرنسا تعرف، هي الحاكمة لمالي إذا نظرت إلى أنّ معكم جوازات من نيجيريا وهي تابعة لبريطانيا تسكت عنكم وأنتم باسم مالي؟، إذًا قلنا: ماذا تعمل؟، قال: أنا أعطيكم جوازات باسم ليبيا، قلنا له: لماذا؟، قال: لأن ليبيا في ذلك الوقت تحكمها إيطاليا، قال: أنتم