أمثالكم في ليبيا كثيرون- ذكر لنا قبائل كذا وكذا، فحينما تحملون جواز ليبي ما في أحد يتعرّض لكم في تشاد، لأن الليبين والتشاديين شيء واحد، وهو كذلك، يعني: هذا يدخل وهذا يخرج.
الحاصل: عمل لنا هذه الطريقة، أعطانا جوازات باسم ليبيين، وسافرنا، ولا أحد تعرّض لنا، لأننا ليبيّون، الليبي مع التشادي شيء واحد.
بهذه الطريقة وصلنا إلى تشاد، ومن تشاد إلى السودان الفرنسية.
ومن هنا سلكنا هذه الطريقة البعيدة التي تساوي في ذلك الوقت تساوي سنتين -سفر سنتين- لولا أن الله عز وجل منَّ علينا بالسيارات في نيجيريا لا يمكن أن نصل من هذا الطريق إلاّ بعد سنتين لو كنا على الجمال كالعادة.
فلهذا آثرنا هذا الطريق لأنها قد نسلم فيها ما لا نسلم لو سلكنا الطريق التي هي أقرب".
(ولكن ألم تتعرّضوا لمخاطر؟)
"لا توجد مخاطر؛ لأننا كنا نسافر ليلاً ونكمُن نهارًا، لم تقف أمامنا أيُّ مخاطر، حتى إنه لما وصلنا إلى الحدود بين فرنسا وبريطانيا، بريطانيا تحكم نيجيريا، وفرنسا تحكم مالي، وتوجد حدود بينهما، والجيش الفرنسي هو الذي يلينا، والجيش البريطاني هو الذي على الجهة الثانية في الوادي، إذًا لا بدّ من المرور به، مهما كان في الطريق من مخاطر، وقد أحاطوا بنا من كل جهة.
فلما جئنا إلى هذا الموقع، هذا الموقع يسمى هناك عندنا (إيّاك وإيّاك) ، يعني: معناها إذا قربت من هذا المكان خذ من الحذر كل ما تستطيع، ولهذا لكثرة الخطر سمّاه الناس هناك (إياك وإياك) .
فلما جئنا إلى هناك والجيش الفرنسي هو الذي يلينا، عملوا شيئًا غريبًا: