للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما كان الجيش على شاطئ الوادي، على اليمين وعلى اليسار عملوا طريقًا ضيِّقًا حتى إذا جاء الجمال -نحن على الجمال- الجمل ما يستطيع يتحول، لازم يكون الجمل أمام الجمل، جمل خلفَه جمل، ما يمكن غير هذا حتى يتمكنوا من الناس، استقبلنا العسكر وهم راكبون على خيول -لا توجد سيارات في ذلك الوقت-.

لما استقبلونا كان من الحظّ كنت أنا أمامَ الإخوة جميعهم، فاستقبلني العسكري الأول -هم كذلك لا بد يكونوا مترتِّبين-، استقبلني رافعًا يديه -وعندهم إذا أقبل عليك سلامه يكون برفع يديه-، وقال كلمة فرنسيّة (بونجور) .

وأنا في الحقيقة هذه الكلمة ما أعرف معناها، أول مرّة أسمعها، فالحاصل: استوقفنا وعندهم مترجم، قال المترجم: أنتم من أين؟، ونحن عندنا تعليمات أننا إذا وصلنا إلى هناك لا نقول نحن قادمين من مالي أبدًا، لا بدّ أننا نقول شيئًا آخرًا، وهو أننا نقول أننا من نيجيريا، لأن في هذه الحدود توجد قرى نيجيريّة حولها.

فالشاهد: قلنا نحن من نيجيريا، وذكرنا قبيلة تسكن بجنب هذا المكان.

فلما ذكرنا هذا قالوا: إذن ادخلوا.

فدخلنا، فلما وصلنا إلى مكان آخر تعدينا الخطر فاستقبلنا الجيش البريطاني يصرخون ويرحِّبون، فلما وصلنا عندهم قالوا: الليلة أنتم ضيوفُنا لأنكم تعديتم -تجاوزتم- الخطر، فنزلنا عندهم، وأكرمونا وضيّفونا عند الجيش، وقالوا: ما رأيكم بالمقارنة بيننا وبين الفرنسيين؟، قلنا: هذا شيء ما يحتاج إلى المقارنة، فنحن الليلة كأننا في مكة، فأخذوا يضحكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>