للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت في أثناء هذه المدة أدرِّس في المسجد النبوي وكذلك أدرُس في دار العلوم. لماذا؟، لما استقررت في المدينة، سألت الإخوان في هذه الدار -وما شاء الله فيها كمية كبيرة من الطلاّب لاسيما الغرباء- قلت لهم: أنا هل يمكن أن أنضم إليكم؟، قالوا: لا يمكن إلاّ إذا راجعت محمد خيّال -قاضي المستعجلة الأولى-، فسألت عنه حتى عرفت شخصيّتَه، فلما عرفت شخصيته كتبت ورقة صغيرة جئت وسلمت عليه وقلت له: يا شيخ أنا في أمس الحاجة إلى التعاون على البر والتقوى، قال لي: كيف، قلت له: أنا طالب علم ولكن لا يمكن لي أن أطلب العلم إلاّ عن طريق المدارس، قال لي: طيب، ما يمكن نقبلك إلاّ بعد الاختبار، قلت: أنا مستعد للاختبار، ولما جاء وقت الموعد رأسًا أنا حضرت ووجدته جالساً وسلمت عليه، وقال لي: الآن أنت جئت للاختبار؟، قلت: نعم، فاختبرني في التوحيد، واختبرني في الحديث، في مادتين فقط، وكتب أن فلانًا ناجحٌ في مادة التوحيد ومادة الحديث، بناءً على هذا، وقد اختبرني في (صحيح البخاري) ، واختبرني في التوحيد (فتح المجيد) فلذلك كتب: أن فلانًا بمناسبة نجاحه في هاتين المادتين يستحق أن يكون في قسم التخصص على مراحل: الابتدائي، والمتوسطة، والثانوي، والعالي، والتخصص، كتب أن فلانًا يدخل في التخصّص ولكن بشرط أنه بعد صلاة الصبح -لأن محمد خيّال إذا صلى الصبح وصلى الناس الفجر يخرج رأسًا ويدرس في دار العلوم لأنه يلقي درسًا في "كتاب التوحيد" في البخاري -فيقول: بشرط أنه كلما جلست بعد الصبح يحضر يستمع للدرس،

وفعلاً أنا التزمتُ بهذا الشرط، فلما وجدني ملتزمًا بها أمر المدير أنه يدعني في الفصل الذي أريد في التخصص، وفعلاً دخلت في التخصص.

لما دخلت في التخصص كان الأساتذة هؤلاء -اسمع يا شيخ-:

كان عمر بَرّي يدرِّسنا في (صحيح مسلم) ، وفي (الهداية) في المذهب الحنفي، وفي (ديوان المتنبِّي) ، وفي (ألفية ابن مالك) أربع مواد، التخصص.

<<  <  ج: ص:  >  >>