إمامَ المسجد النبوي قبل الشيخ عبد العزيز بن صالح أيام الشيخ صالح الزغيبي، ووصولُه إلينا سنة ألف وثلاثمائة وسبعة وخمسين هجري، لما وصل إلينا في إفريقيا فتح مدرستين: مدرسة في توحيد السلف، ومدرسة في تعليم السنة النبوية.
وهذا الرجل في الحقيقة نستطيع أن نقول أنه سبب في نجاح هجرتنا، وأنا عندي الآن كتابة موجودة عن الشيخ وعن رحلتِه إلينا وبقائه عندنا يعلم العقيدة والسنة إلى أن خرجنا وتركناه هناك-، هو الذي أعطانا المعلومات التي قلت لك نحن نجيء كل بلد فنعرفه كأننا قد رأيناه سابقًا، كلها منه، وعندي كتابة الآن هنا لو كان الوقتُ واسعًا نخرجها ونقرأ عليك منها تفاصيل اللقاء وإقامة الشيخ عندنا حتى تعرف كيف كان التعليمُ في تلك البلاد، سواءٌ قبل الشيخ أو بعد الشيخ، والشيخ أصلُه من عندِنا، جاء به أبوه المحمود وهو ابن خمس سنوات، إلى هنا زمن حكم تركيا، وصل إلى هنا سنة سبعة عشر من القرن الذي قد انصرف (١) -القرن الرابع عشر-، وبقي هنا وتعلّم في دار العلوم، لأنه ذلك الوقت لا توجد إلاّ مدارس أهلية، تعلم فيها وبقي هنا حتى جاءت هذه الدولة، وتلقّى العقيدة عن الشيخ عبد الله بن الحسن آل الشيخ، الذي هو المسؤول عن المنطقة الغربية، هو وشيخُه الطيب الأنصاري، والشيخ أبو بكر التنبكتي، هؤلاء كلهم منا، لأن الشيخ الأنصاري ابن عمِّي، أما الشيخ أبو بكر التنبكتي أنا خالُه، وكذلك الشيخ محمد عبد الله أنا خالُه، فلذلك تحتاج مسألة الشيخ إلى وقتٍ أوسع من هذا حتى نعطيكم عنه جملة تستفيدون منها إن شاء الله فيما بعد.