للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البادية لتعليمهم شؤون الإسلام؛ فكان يشارك فيها "رحمه الله تعالى".

وسكن قريبًا من المسجد النبوي في حيّ المصانع، وفتح مكتبة متواضعةً في بيته كان يجتمع فيها مَن كان فيه حرصٌ من طلبة العلم، منهم: الشيخ صالح الفهد، والشيخ يوسف الدخيل، والشيخ عمر محمد فلاّته "رحمه الله تعالى" الذي كان بينَه وبين الوالد محبّةٌ كبرى.

وكان الشيخ عمر بن محمد فلاّته يحب الوالد ويقول: "أتمنّى أن يرزقني الله مثل علم الشيخ حمّاد الأنصاري"، قال ذلك في شريط ألقاه في ترجمة الوالد فقد "رحمه الله تعالى".

وكانت بينهما مدارسة للعلم ومعرفة لأحوال بعض معرفة كبيرة جدًّا.

وعندما توفي الوالد ذهب إليه الشيخ عمر محمد في المستشفى وكان الوالد عليه شرشفٌ أبيض مسجّى عليه فكشف عنه الشيخ عمر وعندما رأى وجهَ الوالد وهو متوفى أخذ يبكي، لم يتماسك عن البكاء والنحيب؛ فرحم الله هذين الشيخين المحبيبين لبعضهما رحمةً واسعة.

كما كان يحضر عنده في المصانع الشيخ عمر حسن فلاته، والشيخ عبد الرحمن الفريوائي، وغيرهم من طلبة العلم المحبيين للوالد ممن لا أستحضره الآن.

ومكث في المصانع قرابة عشر سنين "أو تزيد بقليل" فاتحًا مكتبته المتواضعة للناس على قلّة ذات يده في ذلك الوقت من المال.

وكان مسخّرًا ماله لشراء الكتب ووضعها في المكتبة لينتفع طلبة العلم الغرباء وغيرهم منها في القراءة والبحث.

وكان يدرس في المسجد النبوي "سنن الترمذي" حتى ختمه كاملاً، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>