هذا الرجل لما وصل إلينا في إفريقيا استفدنا منه، لاسيما فيما يتعلق بالتوحيد وبالحديث وبرجال الحديث، لأن الرجل عنده معلومات قويّة في هذه الفنون ولا سيّما في السيرة النبوية وفي الأدب كذلك، وهو مشارك في هذه العلوم.
وهذا الرجل الحقيقة مجيئه إلينا في إفريقيا فتح لأنه قبل أن يأتي لتلك البلاد -مالي- ما كان الناس يعرفون أو يذكرون شيئًا يتعلّق بتوحيد السلف أبدًا، بل إن السائدَ في تلك البلاد فيما يتعلق بالتوحيد: علم الكلام، وهذا العلمُ -الذي هو علم الكلام -لا يصح أن يسمّى علمًا، هذا ينحصر فيما يتعلّق بعقيدة الأشاعرة وأيضًا الأشاعرة الكلاّبية فقط التي لا تؤمن إلاّ ببعض الصفات-، فالشيخ لما جاء صار فتحًا عظيمًا في هذا الباب، حيث اتضح -بعد الله أولاً ثم بمجيئه- أن التوحيد غير ما هو مقرّر في تلك البلاد، فإنما التوحيد هو توحيد السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وكانت الكتب التي تُقرَّر قبل أن يأتي الشيخ هي: أولاً: (السنوسية الصغرى) – أم البراهين الصغرى) و (أم البراهين الكبرى) ـ، وبجانبها كتيّبات أخرى، وكلّها عبارة عن فلسفة وكلام، ولكن لما جاء الشيخ تبيّن أن هناك كتبًا في العقيدة السلفية لها منهجٌ مخالف لمنهج كتب الفلاسفة والمتكلمين التي كانت مقرّرة قبلَه.
ومنها -أي: الكتب التي تبيّنت وظهرت بعد مجيء الشيخ عبد الله المدني- منها: أولاً: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب ابن القيم، بل وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. وكذلك -أيضًا- كتب علماء السلف التي اقتبس منها هؤلاء الثلاثة التي منها أولاً:(خلق أفعال العباد) للبخاري، و (كتاب الشريعة) للآجري، و (كتاب التوحيد) لابن خزيمة،