العلماء إلى (قاوا) ، أولاً كان مركزهم في تنبكتوا، والأثر لهذا النشاط الآن مؤلَّفٌ فيه كتب كثيرة، فمثلاً كتاب عبد الرحمن السعدي عن تنبكتوا وعلمائها، و (فتح الشكور في تاريخ بلاد تكرور) -يعني بتكرور تنبكتواـ، هذه الكتب أعطتنا فكرة عظيمة وكبيرة حول نشاط العلم في تنبكتوا.
هذا هو السبب الوحيد بعد الله في أن إفريقيا السوداء الغربية لا يوجد فيها بلدٌ يُعنى بالعلم والتعليم أبدًا إلا نادرًا، وإنما العلمُ قبل الاستعمار وبعد الاستعمار انحصر تعليم العلم بجميع أنواعه وفنونه في هذه المنطقة التي تسمّى (المنطقة
الشرقية في مالي) التي عاصمتها الآن (قاوا) ، وعاصمتها في الماضي تنبكتوا.
هؤلاء العلماء في تلك المنطقة -مثلما ذكرت سابقًا- العلماء يُعنون بالعلوم التي وجودها في تلك المنطقة التي ذكرتُ لك بعضَها، يعنون باللغة، وهم في علم اللغة أئمّةٌ، سواء في اللغة أو في مفرداتها، وفي الأدب.
وكذلك -أيضًا- يُعنون بالتفسير، ولكن هنا ملاحظة: التفسير الذي يعتني به العلماء في تلك المنطقة هو التفسير الذي يُطلق عليه التفسير بالرأي، ما يُعنون بالتفسير المسند، مثلاً: تفاسير الصحابة المسنَدة والتابعين المسنَدة، بل وكذلك التفاسير المرفوعة، ما يُعنون بها، والسبب في ذلك: قلّة الكتب في هذا الموضوع في تلك البلاد. هذا أوّلاً.
هكذا كان العلم أن العلماء في تلك البلاد يحرصون على دراسة هذه العلوم التي ذكرتُ بعضَها التي منها: التفسير المجرّد، وكذلك أيضًا اللغة بأنواعها، والأدب، والسيرة، وكذلك أيضًا تجد واحدًا من عشرة يدرُس (الموطأ) .
هكذا كان العلم أولاً في تلك البلاد، ولكن تغيّر الوضع -ولله الحمدُ والمنة- وذلك لتيّسر هذه المواصلات التي حصلت من زمن إلى الآن، لما حصلت