هذه المواصلات واتّصل علماء تلك المنطقة بآسيا عرفوا -كما ذكرت- أولاً بوصول الشيخ محمد عبد الله إلى تلك البلاد، وثانيًا بتيسّر المواصلات حتى تمكّن طلبة العلم هناك من الوصول إلى هذه البلاد وإلى مصر وإلى أيّ بلدٍ يريدون في آسيا، هذا كلُّه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تغيّر وضعُ التعليم في منطقة مالي عما كان عليه سابقًا قبل الحرب، صار العلماء بعدما انتهت الحرب صاروا يدرُسون كتب العقيدة السلفية، وصاروا يدرُسون -كذلك -كتب الحديث، وصاروا يدرُسون مصطلح الحديث، وصاروا يدرُسون التفاسير المسنَدة، كـ"تفسير ابن جرير"، و"تفسير البغوي"، وصارت هذه المقرّرات بعد الحرب العالمية الثانية صارت هي العمدة، وصارت هذه الكتب هي التي عليها المدار بعد الحرب الثانية، بخلاف ما كان قبل الحرب حيث إنه كانت العمدة في التفسير عندهم:"تفسير الجلالين" و"تفسير البيضاوي" و"تفسير النسفي" وما إلى ذلك من التفاسير المجرّدة، فلذلك العلم بالنظر إلى التوحيد وإلى التفسير وإلى الحديث في تلك البلاد الآن أحسن من العلم فيما قبل هذا الوقت، وإن كان أولئك الذين قبل الحرب العالمية الثانية عندهم علم، ولكن هذا العلم يُعدّ كوسائل ليس غاية، أما في الوقت الحاضر من الحرب العالمية الثانية إلى الآن العلمُ عند طلبة العلم اشتمل على شيئين:
أحدهما: وسائل التي كانت عند أولئك قبل الحرب.
وثانيًا: الغايات التي تنقص أولئك في زمنهم.
ومن الأسباب في ذلك -كما ذكرتُ- قلّة وجود هذه الكتب بين أيديهم في وقتهم، وإلاّ لو وجدوها في وقتهم لبادروا إليها كما بادروا إليها بعدما وُجدت، هكذا العلمُ في إفريقيا.
أما العلمُ في آسيا -المقارنة بين العلماء في آسيا وإفريقيا-: الحقيقة آسيا