كاليهود ولا كالنصارى: اليهود لا يحترمون علماءهم، والنصارى يعبدون علماءهم، فيجب على الشباب أن يحترموا علماءهم ولا يعبدوا علماءهم، وهذا هو قوله عز وجل:{وكذلك جعلنكم أمّة وسطًا} ما معنى {وسطًا} معناه: نحن وسطٌ بين أمتين ضالّتين: إحداهما اليهود والأخرى النصارى، كيف؟، اليهود لا يحترمون العلماء بل يقتلون الأنبياء وغيرهم من الصالحين، هذا عكس الاحترام والتقدير، والنصارى بالعكس، النصارى يعبدون الأنبياء، يعبدون عيسى وغيرَه، يعني: أدّاهم الغلو -الذي هو الاحترام- إلى العبادة -إلى عبادة غير الله-، فالله عز وجل يقول لنا في هذه الآية لا تكونوا مثلَهم، أنتم احترموا العلماء، ولكن لا تغلوا في العلماء ولا تعبدوا العلماء.
هذا الذي أريد من الشباب ومن طلبة العلم أن يحرصوا على أن يمتثلوا هذه الآية الكريمة.
ونسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يجعلنا وإيّاكم هداةً مهتدين، من الذين يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَه.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".