وحضرته المنية فجر يوم الأربعاء الموافق: / ٦/ ١٤١٨هـ، وكان عندَه أخي عبد الحليم وعبد اللطيف، وكنت أنا عنده ليلة الأربعاء وآثار الموت بادية على وجهه وجسده.
وحضرتُ الساعة السابعة صباحًا إلى المستشفى وقد غادرت الروح الجسد، وحضر بعض إخوتي والشيخ عمر بن محمد فلاّته، حيث كشف الغطاء عن وجه الوالد وقبّله وأخذ يبكي بكاءً حارًّا، وقال:"رحمك الله يا شيخ حماد" وسكت، فأخذنا في تجهيز الوالد لنصلّي عليه صلاة العصر فنقلناه إلى بيته، وغسله الدكتور عمر حسن فلاتة وكنا معه، وحضر المكفِّن فكفنه، وحملناه إلى المسجد النبوي -على ساكنه الصلاة والسلام-، فصلى عليه الشيخ عبد الباري الثبيتي، ثم خرجنا به من المسجد النبوي -على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم-، وحملناه إلى (بقيع الغرقد) ، فرأيت جموع المشيّعين عددًا هائلاً وعظيمًا امتلأت به الساحة المؤدية للبقيع، ولا يكاد يمشي الناس إلاّ بكلّ صعوبة من الزّحام.
ودُفن -رحمه الله تعالى- بجوار بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، على يسار الداخل إلى المقبرة في بدايتها.
وبعد وفاته بأشهر قدّمنا شكوى ضدّ الأطبّاء في مستشفى المدينة النبوية الذين أشرفوا على مرض الوالد في بداياته إلى وليّ الأمر، وهذه الشكوى مضمونها باختصار: أنّ هؤلاء الأطباء -وهم اثنان- أخطأوا طبيًّا، وتسبّبوا في موت خلايا المخ في جسد الوالد، وحصل منهم تقصير وإهمال شديدان، وأثبتنا هذه الشكوى بحجج وبراهين من مستشفى التخصصي بالرياض.
وبعد مداولات وذهاب وإياب حكم قاضي المحكمة الكبرى الشيخ السديس ومعه لجنة طبية من جدّة بخطأ الطبيبين وإهمالهم وتقصيرهم وبالأخص طبيب المخ والأعصاب، وغرّمهم نصف الدية. والله المستعان.