والارتحال في طلبه عزم على الرحلة إلى الحرمين الشريفين للأخذ عمن بقيَ من المشايخ ممن يتقن هذا العلم الشريف، فرحل للحرمين عالمًا ومتعلِّمًا ولم يبلغ عمره إذْ ذاك العشرين عامًا؛ فرحل عام ١٣٦٥هـ.
ووصل مكّة المكرمة عام ١٣٦٦هـ، فحطّ الرحل فيها، وأقبل على المشايخ إقبالاً كليًّا، فلازم مشايخ الحرمين، وبارك الله في نيته، فتعلم علم الحديث، وعلم الاعتقاد على مشايخ أهل السنة في ذلك الوقت، ومنهم العلامة الشيخ سليمان بن حمدان، والشيخ عبد الرزاق حمزة، والشيخ حامد الفقي؛ حيث كانت له جلسات في الحرم المكي للتدريس، وغيرهم من المشايخ؛ فتمكنت العقيدة الصحيحة من قلبه فاعتقدَها وسعى لتعلمها وتعليمِها من وقته.
وبرع في علم الحديث، وتمكّن فيه، وأجازه فيه غيرُ واحدٍ من مشايخ الحرم وغيرهم من الوافدين؛ وممن أجازه منهم الشيخ المحدث عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي العمري، وهو من كبار المحدثين بالحجاز، وقد استجازَه كبار المشايخ كسماحة المفتي الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ "رحمه الله" وسماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز "رحمه الله تعالى"، والشيخ المحدث العالم الجليل إسماعيل الأنصاري "رحمه الله تعالى"؛ وقد أخبرني الشيخ إسماعيل "رحمه الله" أن الشيخ عبد الحق أجازَه هو والشيخ حماد معًا سنة ١٣٧٣هـ، مع أن الشيخ حماد كان قدومه للحرمين قديمًا، وقد أخبرني الشيخ حماد أن الشيخ عبد الحق أجازه سنة ١٣٧٦هـ؛ وأجازه أيضًا من المشايخ: الشيخ قاسم بن عبد الجبار الفرغاني، والشيخ عبد الحفيظ الفلسطيني، والشيخ عبد الشكور الهندي.
ولعلم الشيخ وتمكّنه وسعة اطلاعِه تمّ التعاقُد معه للتدريس بالمدرسة الصولتية.
وهنا لا يفوتني "والحديث عن الشيخ أثناء إقامته بمكة" أن الشيخ