للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماد "رحمه الله" حدثنا أنه أثناء إقامته بمكة وبعد طلبه العلم وتحصيله واقتناء الكب النفيسة فيه كتب إليه عمه من بلده في إفريقيا الغربية "وهو شيخه وعمه ومن له حقٌّ عليه" بأنه يرغب من الشيخ حماد أن يبعث إليه بمكتبة تحوي الكتب المهمة، وذلك لإغناء أهل تلك البلاد الفقيرة التي لا توجد فيها من الكتب المهمة إلا القليل.

وجودًا من الشيخ حماد "رحمه الله" وإيثاره طلبة العلم على نفسه ولتقديره ما يعانيه أهل بلده، فاستخار الله، وعزم على تلبية الطلب، وسعى في إرسال كامل مكتبته القيِّمة التي بذل في جمعها كل ما يملك؛ فتم شحن المكتبة بكاملها في إحدى البواخر حتى تم تسليمها لعم الشيخ هناك، ولله الحمد.

وضرب الشيخ حماد بهذا أروعَ الأمثلة في الإخلاص في طلب العلم، وأن المقصود في طلب العلم هو عموم نفعه لعامة المسلمين؛ ولذا بارك الله في الشيخ حماد وأخلفه مكتبة تحدّث بنفائسها القاصي والداني؛ وسيأتي الحديثُ عنها إن شاء الله.

فكان أثناء إقامته بالحرم المكي يدرس العلم حتى رحل للمدينة النبوية بعد أن أقام بمكة أربع سنوات، وهناك أخذ عن عدد من المشايخ وتلقّى عنهم العلم، وانتظم في الدراسة أيضًا بدار العلوم الشرعية بالمدينة.

وممن أخذ العلم عنهم: الشيخ محمد بن تركي النجدي، والشيخ محمد الخيال، والشيخ محمد الحافظ، وغيرهم.

ولما افتتح المعهد العلمي بالرياض، ورغب سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم في جلب المشايخ للتدريس فيه كان ممن وقع الاختيار عليه هو الشيخ حماد؛ فانتقل للرياض عام ١٣٧٤هـ للتدريس بالمعهد العلمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>