للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والواحد أول العدد، يقول الخليل بن أحمد: "والواحد أول عدد من الحساب، والوُحدان جماعة الواحد"١. والرجل الوَحِد والوَحَد والوَحْد: الذي لا يعرف له أصل٢. ووحده توحيداً: جعله واحداً٣.

وجاء في كلام العرب: الجلوس والقعود واحدٌ، وأصحابي وأصحابك واحد٤.

ومن المعاني الباطلة التي أضيفت للفظ الواحد قولهم:"الواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام"٥.

وجاء هذا المعنى في المفردات للراغب حيث يقول: "الواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له ألبتة، ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح أن يوصف به، فيقال عشرة واحدة، ومائة واحدة، وألف واحد، فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستة أوجه: الأول: ما كان واحداً في الجنس، أو في النوع كقولنا: الإنسان والفرس واحد في الجنس، وزيد وعمرو واحد في النوع. الثاني: ما كان واحداً بالاتصال؛ إما من حيث الخلقة كقولك: شخص واحد؛ وإما من حيث الصناعة؛ كقولك: حرفة واحدة.

الثالث: ما كان واحداً لعدم نظيره؛ إما في الخلقة كقولك الشمس واحدة؛ وإما في دعوى

الفضيلة كقولك: فلان واحد دهره، وكقولك: نسيج وحده.

الرابع: ما كان واحداً لامتناع التجزي فيه؛ إما لصغره كالهباء؛ وإما لصلابته كالألماس.


١ - العين ٣/٢٨١، وانظر: تهذيب اللغة ٥/١٩٣، الصحاح ٢/٥٤٨، لسان العرب ٣/٤٤٦ - ٤٤٧، القاموس المحيط ص ٤١٤.
٢ - انظر: العين ٣/٢٨٠، لسان العرب ٣/٤٥٠، القاموس المحيط ص ٤١٤.
٣ - انظر: القاموس المحيط ص ٤١٤.
٤ - انظر: العين ٣/٢٨١، تهذيب اللغة ٥/١٩٣، لسان العرب ٣/٤٤٧.
٥ - لسان العرب ٣/٤٥١، وانظر: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص ٨٥٧، وبصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي ٥/١٧٠ - ١٧١.

<<  <   >  >>