للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامس: للمبدأ؛ إما لمبدأ العدد كقولك: واحد، اثنان؛ وإما لمبدأ الخط كقولك: النقطة الواحدة. والوحدة في كلها عارضة، وإذا وصف الله - تعالى - بالواحد فمعناه هو الذي لا يصح عليه التجزي ولا التكثر"١.

وتعريف الواحد بأنه الشيء الذي لا يتجزأ ولا يقبل الانقسام ليس له أصل في لغة العرب، ولم يأت في كلام الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكره المتقدمون من أهل اللغة؛ كالخليل بن أحمد، والأزهري٢، وابن دريد٣، وغيرهم، ثم المثال الذي ذكره الراغب٤ على أنه لا يقبل الانقسام هو مما يقبل الانقسام، مما يدل على بطلان هذا المعنى.

وقد تأثر بعض أهل اللغة بشيء من علم الكلام فدخل كتبهم من ذلك ما ليس له أصل في لغة العرب٥.

وباستعراض المعاني السابقة للفظ الواحد نجد أكثرها يدل على معنى الانفراد وانقطاع المثيل والنظير.


١ - المفردات للراغب الأصفهاني ص ٨٥٧، ونقله عنه الفيروز آبادي في بصائر ذوي التمييز ٥/١٧٠ - ١٧١.
٢ - محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي أبو منصور، أحد الأئمة في اللغة والأدب، عني بالفقه فاشتهر به أولاً، ثم غلب عليه التبحر في العربية، فرحل في طلبها، وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم، من كتبه "تهذيب اللغة" و"تفسير القرآن"،توفي سنة ٣٧٠هـ. انظر: بغية الوعاة للسيوطي١/١٩، الأعلام للزركلي ٥/٣١١.
٣ - ابن دريد العلامة، شيخ الأدب، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي، البصري، صاحب التصانيف، كان آية من الآيات في قوة الحفظ، توفي في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وله ثمان وتسعون سنة. انظر: سير أعلام النبلاء١٥/٩٦ - ٩٧.
٤ - الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني، المعروف بالراغب، أديب من أذكياء المتكلمين، من كتبه "الذريعة إلى مكارم الشريعة"، و"المفردات في غريب القرآن"، توفي سنة ٥٠٢هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/١٢٠، بغية الوعاة للسيوطي٢/٢٩٧، الأعلام للزركلي٢/٢٥٥.
٥ - انظر: بغية المرتاد لابن تيمية ص٢٣٥ - ٢٣٦، الصاحبي لابن فارس ص٦٤.

<<  <   >  >>