للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يخاف إلا إياه، ولا يرجو إلا إياه، ويكون الدين كله لله. وهذا التوحيد يتضمن أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه، لا شريك له في الملك"١.

وشيخ الإسلام هنا بيّن أن التوحيد يتضمن أمرين:

١ - التوحيد القولي العلمي.

٢ - التوحيد العملي الإرادي.

وهذا التقسيم ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله - حيث قال: "التوحيد نوعان: نوع في العلم والاعتقاد، ونوع في الإرادة والقصد، ويسمى الأول: التوحيد العلمي. والثاني: التوحيد القصدي الإرادي. لتعلق الأول بالأخبار والمعرفة، والثاني بالقصد والإرادة"٢.

وعرف هذين النوعين بقوله: "والتوحيد العلمي أساسه إثبات صفات الكمال للرب - تعالى -، ومباينته لخلقه، وتنزيهه عن العيوب والنقائص والتمثيل.

والتوحيد العملي أساسه تجريد القصد، بالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة، والاستعانة، والعبودية بالقلب، واللسان، والجوارح، لله وحده"٣.

والقسم الأول وهو التوحيد القولي العلمي، يعبر عنه أهل السنة أحياناً بتوحيد الصفات، وتوحيد الأسماء والصفات، والقسم الثاني وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل، يعبرون عنه بتوحيد العبادة، وتوحيد الألوهية٤.

وتارة يعبرون عن هذين النوعين بتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "المقصود هنا بيان حال العبد المحض لله الذي يعبده ويستعينه، فيعمل له ويستعينه ويحقق قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة - ٥] توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية،


١ - الصفدية ٢/٢٢٨ - ٢٢٩، وانظر: بيان تلبيس الجهمية ١/٤٧٩.
٢ - مدارج السالكين ١/٢٤ - ٢٥، وانظر: بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية ١/١٤٦.
٣ - الصواعق المرسلة ٢/٤٠٢ - ٤٠٣، وانظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية لابن قيم الجوزية ص٨٥، مدارج السالكين ٣/٤٤٥ - ٤٤٦، ٤٤٩.
٤ - انظر: الرسالة التدمرية لابن تيمية ص ٤ - ٥، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم ص٢٧٣، الحق الواضح المبين لابن سعدي، ضمن المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ٣/٢١٢.

<<  <   >  >>