يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - في تعريف توحيد الصفات:"فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفياً وإثباتاً، فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفى عنه ما نفاه عن نفسه، وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه - مع ما أثبته من الصفات – من غير إلحاد، لا في أسمائه ولا في آياته"١.
وبهذا يتبين معنى التوحيد عند أهل السنة، ويتضح عنايتهم بشرحه وتفصيل أنواعه، وذلك لأهميته، إذ لأجله أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، ليعرف خلقه عليه - سبحانه -، ويأمرهم بتوحيده، ويحذرهم من الشرك في عبادته، أو أسمائه وصفاته.
١ - الرسالة التدمرية ص ٦ - ٧، وانظر: لوامع الأنوار ١/١٢٩، لوائح الأنوار١/٢٥٧، تيسير العزيز الحميد ص ٣٤ - ٣٥.