للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - معنى العالم عند المتكلمين:

يعرف كثير من المتكلمين لفظ العالم، بتعريف موافق لتعريف أهل السنة، فيقول البغدادي: "العالم عند أصحابنا، كل شيء هو غير الله - عز وجل - "١، ويقول الرازي: "العالم كل موجود سوى الله"٢، وفي الصحايف الإلهية: "العالم عند المتكلمين كل ما يوجد سوى الله - تعالى - "٣، ويقول الآمدي: "وأما العالم فعبارة عما عدا الباري - سبحانه وتعالى - من الموجودات"٤، وقال الراغب: "والعالم اسم للفلك وما يحويه من الجواهر والأعراض"٥.

إلا أن الجويني قد زاد في تعريفه للعالم حيث قال: "العالم وهو كل موجود سوى الله - تعالى - وصفة ذاته"٦، وفي هذا إشارة إلى أن صفات الفعل ليست قائمة في ذات الله، وأنها مخلوقة، وهو مذهب كثير من المتكلمين، وقد سبق بيان رد أهل السنة عليهم في ذلك، ويتبين هنا مغايرة تعريف بعض المتكلمين، لتعريف أهل السنة في جزء من معناه، حيث يجعلون الصفات الفعلية للرب - تعالى -، جزءاً من هذا العالم المحدث المخلوق.

جـ - معنى العالم عند الفلاسفة:

يعرف ابن سينا العالم فيقول: "حد العالم مجموع الأجسام الطبيعية البسيطة كلها، ويقال عالم لكل جملة موجودات متجانسة كقولنا عالم الطبيعة"٧.

ويذكر التهانوي أن العالم في عرف الحكماء: "اسم لكل ما وجوده ليس من ذاته من حيث هو كل، وينقسم إلى روحاني وجسماني، وقد يقال العالم اسم لجملة الموجودات الجسمانية من حيث هي جملة، وهي ما حواه السطح الظاهر من الفلك الأعلى"٨.


١ – أصول الدين ص٣٥.
٢ – المطالب العالية ٩/٢٩١.
٣ – الصحايف الإلهية ص٣٩٩، والصحايف الإلهية لشمس الدين محمد بن أشرف السمرقندي، ويرجح محقق الصحايف الدكتور أحمد الشريف أن السمرقندي عاش حتى سنة٦٩٠ هجرية. انظر: الصحايف ص٣٠.
٤ – المبين ص٩٩، وانظر: التعريفات للجرجاني ص١٨٩.
٥ – المفردات للراغب الأصفهاني ص٥٨١، وانظر: الكليات ص٦٣٧، بصائر ذوي التمييز ٤/٩٥.
٦ – الإرشاد ص١٧.
٧ – كتاب الحدود لابن سينا ضمن المصطلح الفلسفي عند العرب ص٢٥٢، وانظر: معيار العلم ص٢٩٣، المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ٢/٤٥-٤٧، معجم المصطلحات الفلسفية لمراد وهبة ص٤٣٩، المعجم الفلسفي للدكتور الحفني ص١٩٨.
٨ – كشاف اصطلاحات الفنون٢/١٠٥٣.

<<  <   >  >>