للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعظيم ركن الزكاة في الشرع]

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد انتهى ما أردنا أن نتكلم فيه فيما يتعلق بالصوم.

أما الآن فنتكلم في هذه الليلة وهي: الليلة العاشرة من شهر رمضان عام: (١٤١١هـ) نتكلم عن الزكاة، والزكاة أَوْكد من الصيام، لكن لما كان الصيام يختص بهذا الشهر بدأنا به قبل الزكاة، وإلا فإن الزكاة باتفاق المسلمين أَوْكد من الصيام.

والعجب أننا لو رأينا شخصاًَ مفطراً يوماً من رمضان؛ لأنكرنا عليه أشد الإنكار، ولو رأينا رجلاً لا يزكِّي لم يكن عندنا ذاك الإنكار الذي ننكره عليه إذا لم يصُم يوماً من رمضان! وهذا من قلب الحقائق، وعدم الفقه.

لو رأينا شخصاً أفطر يوماً من رمضان، وشخصاًَ آخر لم يصلِّ العصر لأنكرنا على الأول أشد من إنكارنا على الثاني! وهذا أيضاً من قلة الفقه، وعدم الوعي، صلاة واحدة يتركها أشد من يوم واحد يتركه من رمضان، بل أشد من رمضان كله على رأي بعض العلماء الذين يقولون: إن الإنسان إذا ترك صلاة واحدة كفر، وارتد عن الإسلام، أعرفتُم؟ الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله، ما أكثر الآيات التي يقول الله فيها: {أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} [الحج:٤١] {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة:٤٣] وهي حق المال.

وقد قاتل أبو بكر رضي الله عنه مَن منعوا الزكاة، قاتلهم حتى يؤدوها، ولما رُوْفِع في ذلك قال: [والله لو منعوني عَناقاً -وهي: الصغيرة من المعز- أو قال: عقالاً -وهو: ما تُقَيَّد به البعير- كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على ذلك] .

انظر عِظَم الزكاة! وكثير من الناس اليوم يبخلون بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>