وفي ختام الآية الكريمة يقول عزَّ وجلَّ:{إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[الأنعام:٥٩] : كتاب مبين، إما أن تكون من (أَبَانَ) المتعدي أو من (أَبَانَ) اللازم.
إن كانت من (أَبَانَ) اللازم فهي بمعنى: بيِّن، يعني: في كتاب بيِّن واضح مفصَّل.
أو من (أَبَانَ) المتعدي فيه بمعنى: أظْهَرَ ومَيَّز.
وكلا الوصفين بالنسبة لهذا الكتاب الذي أشار الله إليه كلاهما حق ثابت، والمراد به: اللوح المحفوظ، فإن اللوح المحفوظ كتب الله فيه مقادير كل شيء؛ كما جاء في الحديث الصحيح:(أن الله لما خلق القلم قال له: اكتب، قال رب: ماذا أكتُب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة) فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
نسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم الخير والصلاح والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
والحمد لله رب العالمين.
وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.