فهذه هي الأصول الدعوية للمنهج، وقال الله عز وجل لسيد الدعاة صلى الله عليه وسلم:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}[النحل:١٢٥] ، فلو سألنا سائل: ما هي هذه الحكمة، فالحكمة يدعيها كل أحد؟ فنقول: يقول ابن القيم رحمه الله في تعريفها: الحكمة هي: قول ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي.
وفي لفظ: فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي- على الوجه الذي ينبغي) ، وقال تعالى:{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}[البقرة:٢٦٩] ، فالحكمة: هي فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، وأركانها: العلم والحلم والأناة -عدم العجلة- وآفاتها وأضدادها ومعاول هدمها: الطيش والعجلة والجهل.
فالحكمة نعمة، ومن أعظم عطاءات الله لمن تحرك في الدعوة إلى الله، فيجب أن نتحلى بها، فرب العزة يقول لسيد الدعاة:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}[النحل:١٢٥] ، (ادع) فعل أمر، متى تشتد، متى تلين، متى ترفع صوتك، متى تخفض صوتك، متى يعبس وجهك، متى تبتسم، لا بد أن تعطي لكل موقف ما يحتاج إليه، وهذا كله لا يتأتي إلا بالعلم، والعودة إلى منهج سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم للتعرف عليه، لا من أجل الثقافة الذهنية الباردة، ولا من أجل الاستمتاع السالب، فكثير من أحبابنا وأخواتنا الآن عندما يستمعون لخلق النبي العظيم عليه الصلاة والسلام يقول: ياسلام! ياسلام؟ وبعد ذلك نخرج.
كان يا ما كان على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، كأننا نحكي قصة أبي زيد الهلالي مثلاً، لهذا يجب علينا أن نحوله في حياتنا إلى واقع إلى منهج إلى عمل.