الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة والأخوات! وأسأل الله جل وعلا الذي جمعني بكم على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار المقامة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لقد آن لنا أن نتعرف جميعاً على حقه صلى الله عليه وسلم علينا، لاسيما وكلنا يعلن أنه يحب الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقاً طاعة ووفاء فتعالوا بنا لنتعرف على حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، وهذا من أوجب الواجبات، فبعد أن تعرفنا على ربنا، وتعرفنا على حق الله تبارك وتعالى علينا، وتعرفنا على نبينا صلى الله عليه وسلم، وعرفنا قدره عند ربه، وعرفنا قدره كما بينت لنا السنة آن لنا أن نعرف حقه علينا.
وأول حق يجب على كل من آمن بالله تبارك وتعالى أن يؤديه بعد الإيمان بالله جل وعلا أن يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يصح لك دين، ولا يصح لك إيمان إلا إن وحدت الله عز وجل وآمنت بالصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا أول ركن من أركان الإسلام، أول ركن أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله:(بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً) ، فأول حق للحبيب علينا أن نؤمن به، فرسولنا صلى الله عليه وسلم هو الإمام الأعظم الذي إن وجد في أي عصر من العصور أو في أي زمان من الأزمنة وجب على كل أحد أن يؤمن به وأن يتبعه، ولو كان في الأرض معه نبي من إخوانه من النبيين والمرسلين.