فالقرآن نزل منجماً -أي: مفرقاً بحسب الأحوال والقضايا والحوادث- على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فيقرأ النبي الآيات الكريمة، فتحفظها صدور أصحابه رضوان الله عليهم، فلقد من الله عز وجل عليهم بصدور واعية، وعقول وقلوب فاهمة حافظة، وهذا من رحمته وحكمته وهذه المرحلة هي مرحلة استيعاب القرآن في الصدور.
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكتب؛ اتخذ من بعض الصحابة كتاباً كـ زيد بن ثابت -الذي سمي بكاتب الرسول، ويا لها من منقبة، وكـ أبي بن كعب، وكـ عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه الآيات يجمع الكتبة، ويقرأ عليهم الآيات الكريمة الجليلة، ويكتبونها على اللخاف -واللخاف: هي الحجارة الرقيقة- والجلود، والرقاع، وجمع القرآن بهذه الصورة المفرقة، لكنه كان محفوظاً في صدور الصحابة رضوان الله عليهم.
وكان يحفظه جمع كبير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي المصطفى صلى الله عليه وسلم والقرآن على الحجارة، والأخشاب، والرقاع، فضلاً عن صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم.