للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حقائق علمية قررها القرآن قبل (١٤٠٠) عام]

من الذي علم محمداً صلى الله عليه وسلم أن القمر كان مشتعلاً مضيئاً ثم انطفأ ومحي ضوءه، وأن هذا النور الذي ينبعث منه الآن إنما هو انعكاس لكوكب آخر ألا وهو الشمس؟ من الذي علم محمداً هذه الحقيقة العلمية الهائلة التي لم تكتشف إلا في هذه الأيام الماضية، قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أسماع أهل ذلك الزمان قول الرحيم الرحمن: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء:١٢] ، آية الليل هي: القمر، وآية النهار هي: الشمس.

{فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء:١٢] وهذه حقيقة علمية كبيرة جداً.

من الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم أن الجبال تتغلغل الآن في أعماق الأرض كالأوتاد؟ من الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الجبل له سن مدبب في الأرض كالوتد؟ هذه الحقيقة العلمية لم تكتشف إلا في السنوات القليلة الماضية، وأخبر عنها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى من مئات السنين، حينما علم الدنيا كلها قول رب العالمين: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ:٧] ، {وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} [الأنبياء:٣١] .

من الذي علم محمداً صلى الله عليه وسلم أن الأعصاب التي توجد في الجلد هي التي تتأثر فقط بالحرارة والبرودة، مع أن هذه الحقيقة لم تكتشف إلا في السنوات القليلة الماضية؟ من الذي علم المصطفى ذلك حينما أسمع الدنيا كلها قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء:٥٦] ؟ فهذه الأعصاب التي توجد في الجلد هي فقط التي تتأثر بالبرد وبالحر وبالعذاب وغير ذلك، هذه الحقيقة أخبرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، مع أنها لم تكتشف -كما ذكرت- إلا في السنوات القليلة الماضية.

من الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم وعلمه بأن موج البحر إذا انعكس عليه الضوء، فإن هذا الضوء ينكسر على هذا الموج فيكون خلفه ظلمة حالكة كالسحاب حينما تحجب نور القمر عن الأرض؟ من الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة العلمية الهائلة يوم أسمع الدنيا قول الله جل وعلا: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ} [النور:٤٠] ؟ انظر إلى التعبير القرآني: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:٤٠] ، هذه الحقائق العلمية المذهلة التي لم تكتشف إلا في السنوات القليلة الماضية، أخبر عنها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، فوقع ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>