مداخلة: بعض الشباب إذا تقدم للعرس تجده يكثر من الهدايا لزوجته وينفق ببذخ وتبذير حتى بعد الزواج مباشرة، ثم بعد ذلك يبدأ يبخل ويقتر على زوجته في المصروف الضروري.
الشيخ: الإنفاق على الزوجة حق من أعظم حقوقها، فلا ينبغي على الإطلاق للزوج بعد الزواج أن يتقاعس عن هذا الحق الذي عليه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت) ، وأود أن أبين لإخواني الأزواج أن الزوجة تبغض من كل قلبها الزوج البخيل، لا سيما إذا علمت أن الله عز وجل قد وسع عليه وأعطاه من فضله ولو كان صاحب وجاهة، ولو كان صاحب منصب، ولو كان صاحب شهادة مرموقة، ولو كان ممن يقف بين يديه الرجال، فإذا أصيب بمرض البخل فإن زوجته تبغضه غاية البغض.
إذاً: الإنفاق بلا إسراف ولا تقتير، وبلا إفراط أو تفريط من آكد حقوق الزوجة على زوجها، يقول الله سبحانه وتعالى:(لينفق) واللام هنا لام الأمر {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} ، يعني: من ضيق عليه رزقه {فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً}[الطلاق:٧] ، هذه رحمة الله سبحانه، الله لا يكلفك أن تنفق إلا في حدود قدراتك، لكن ليس معنى ذلك أن تبخل على امرأتك أو على أولادك، والنبي صلى الله عليه وسلم يبشرنا معاشر الأزواج بأن النفقة على الزوجة مع أنها واجب على الزوج لو احتسبها فهي له عند الله صدقة.
بشرى عظيمة نفقتي على زوجتي واجب علي، ومع ذلك لو احتسبت هذه النفقة وصححت النية فأنا مأجور عليها من عند الله جل وعلا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه:(إذا أنفق الرجل نفقة على أهله يحتسبها فهي له عند الله صدقة) .
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار أنفقته على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها عند الله أجراً دينار أنفقته على أهلك) .
كثير من الأزواج لا يجدد النية في النفقة، فينبغي أن تجدد النية في كل شربة وفي كل طعمة تقدمها لامرأتك وأولادك، فلك بها أجر مع أنها واجب وفرض عليك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت) ، فالنفقة على الزوجة من أعظم وآكد حقوق الزوجة على زوجها.