أهمية أن يجعل الإنسان لنفسه ورداً يومياً من القرآن
يجب على كل مسلم ومسلمة أن يجعل له ورداً يومياً مع كتاب الله سبحانه وتعالى؛ ليمتع بصره وعقله وقلبه بكتاب الله جل جلاله.
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه-: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) ، تصور عندما تقول:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}[الشرح:١] ؛ (ألف، لام ميم) ، تكسب ثلاثين حسنة بموعود الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
ربما يتألم أحد آبائنا الأفاضل الآن وهو يستمع إلينا ويشاهدنا، وربما تبكي -والله- عينه ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله! أنا لا أحفظ شيئاً من القرآن الكريم، لا أحفظ إلا الفاتحة، ولا أحفظ إلا سورة الإخلاص، وأذكره وأقول: معك شيء عظيم، كرر السورة، فلو قرأت سورة الإخلاص ثلاث مرات، كأنما قرأت القرآن كله، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.
كرر السورة في أي وقت ترى نفسك قادراً على أن تردد كلام الله عز وجل ولا تتردد، فإن أعظم كلام تقرؤه ويتحرك به لسانك، ويتحرك له جنانك، وتدمع له عينك، ويخشع له جسدك، وتقشعر له جوارحك؛ هو كلام الحق سبحانه وتعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ}[الإسراء:٩] ، فيجب عليك أن تقرأ كتاب الله وأنت متطلع إلى هذا الفضل العظيم، والأجر الوفير الجميل الجسيم الكبير، (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) .
انظر ماذا يقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟ يقول:(ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) ، ويقول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه-: (اقرءوا القرآن -أمر نبوي- فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) ، اللهم شفع القرآن فينا يا رب!