مقدم البرنامج: هناك خلاف قائم ما بين الزوج والزوجة على تربية الأولاد، فالزوج يتهم الزوجة بعدم تربيتها للأبناء التربية الصحيحة، والزوجة تتهم الزوج بعدم تربية الأبناء التربية الصحيحة، فيظل الخلاف والصراع قائماً فما الحل؟ الشيخ: ذكرت أن تربية الأولاد مسئولية مشتركة تضامنية بين الزوج وزوجته، ومن حقوق الزوج على زوجته: أن تهتم الزوجة هي الأخرى بتربية الأولاد، ولا ينبغي أن تهمل الزوجة تربية الأولاد؛ فهذه أمانة عظيمة ستسأل عنها بين يدي الله، بل دعنى أؤكد لحضرتك ولأخواتنا الفضليات أن الأم هي الأصل، وأن أول من يخط على هذه الجوهرة الغالية -على قلب الطفل- هي أمه، فالطفل قلبه خال من كل نقش، فأول من ينقش فيه الأم، ولا يجوز البتة للأم أن تظن أن أمومتها تتمثل في أنها أنجبت فحسب، وتتخلى بعد ذلك عن مسئولية الأولاد، فتتركهم يجوبون الأسواق بدون حاجة أو ضرورة, أو يخرجون هنا وهناك، وتتركهم يتربون على كثير من الوسائل المختلفة التي لا تضمن لهم أبداً النصح والتوجيه والتربية السليمة الرشيدة، فقد يشعر الولد باليتم مع وجود والديه؛ لأن الوالدين تخليا عنه.
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلّفاه ذليلا إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا فيجب على الزوجة المسلمة أن تعلم أنها مسئولة مسئولية كبيرة عن الأولاد، وأذكرها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:(والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) ، وأذكرها بحديث آخر كما في الصحيحين من حديث معقل بن يسار أنه صلى الله عليه وسلم قال:(ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة) .