للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأمانة وعدم إفشاء أسرار البيت]

مداخلة: ما رأيك في الأزواج الذين عندهم دناءة فتجدهم يقعدون مع أصدقائهم في الشغل فيتكلم أحدهم على أدق التفاصيل مما حصل بينه وبين زوجته؟ الشيخ: نعم، هذا من أخطر ما يفسد العلاقات الزوجية، وكثير من الأزواج لا يشعر بهذا، فمن حقوق الزوجة أيضاًَ على زوجها أن يكون الزوج أميناً على أسرار البيت، ولا يوجد بيت من بيوت المسلمين إلا وتحدث فيه المشاكل، وربما تشتد المشكلة، وما دامت المشكلة داخل حدود البيت فإنها ستحل إن شاء الله تعالى ما دام كل زوج من الزوجين يريد الآخر، لكن إن خرجت المشكلة من البيت حتى وإن كانت المشكلة في بيت أهل الزوج أو في بيت أهل الزوجة فثق تمام الثقة أن المشكلة ستشتعل نارها وربما يستعصي بعد ذلك على كل من الزوجين أن يحل هذه المشكلة، مع أنها كانت في أول الأمر يسيرة لو أنها ظلت داخل جدران بيت الزوجية، وتزداد الخطورة إذا كان الزوج مفشياً لأسرار الفراش، وهذا من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه أبو داود وغيره بسند صحيح من حديث أبي سعيد قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته والمرأة تفضي إلى زوجها، ثم يفشي أحدهما سر صاحبه) ، يتصور أنها عنترية، أن يجلس مع أصحابه وزملائه فيقول: لقد فعلت كذا، وفعلت معي زوجتي كذا وكذا! هذه من أقبح صور الخيانة أن يفشي الرجل سر امرأته.

ومن أجمل وأرق ما قرأت على الإطلاق: أن رجلاً من سلفنا الصالح حدث بينه وبين امرأته إشكال، وذهب إليه بعض الصالحين فقال له: ما الذي بينكما؟ فقال هذا الزوج الصالح: العاقل لا يهتك ستر بيته، ثم قدر الله عز وجل وطلقها، فذهبوا إليه وقالوا: ما الذي كان يريبك منها؟ فقال هذا الرجل الصالح: مالي ولامرأة غيري! هذه هي الأخلاق، وهذا هو الدين! إن من أخطر الأمور التي أحذر منها إخواني الرجال أن يحرص الزوج على أن يظل الإشكال داخل حدود بيته، وألا يفشي سر البيت لا سيما سر الفراش، فهذه خيانة للأمانة، والله جل وعلا يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال:٢٧] ، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الأمانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>