إن أول وأعظم حق للزوج على زوجته: أن تكون الزوجة حسنة الخلق والعشرة مع زوجها، فحسن الخلق من الزوجة بلسم يداوي كل الجراح، ودواء لكل داء يصيب الحياة الزوجية من آن لآخر.
من حسن العشرة الكلمة الطيبة إلجام اللسان عن الكلمة البذيئة الكف عن الجدال والمراء والمناقشة الصاخبة بصوت مرتفع الكف عن العناد الكف عن تكسير طلبات وأوامر الزوج بسبب وبدون سبب.
هذا من حسن العشرة، وإلا فما قيمة جمال المرأة، وما قيمة شهادتها العلمية، وما قيمة نسبها، إن كانت لا تحسن المعاملة الطيبة مع الزوج إن كانت لا تحسن الخلق الحسن مع الزوج، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا، كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وابن حبان وغيرهما من حديث أبي الدرداء، قال صلى الله عليه وسلم:(ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق) .
وكذلك المؤمنة، فكل حكم للرجل هو في نفس الوقت حكم للمرأة المسلمة، ما لم يأتِ دليل خاص يبين أن هذا الحكم للرجل وحده أو للمرأة وحدها.
وفي الحديث الذي رواه أبو داود وابن حبان وغيرهما بسند صحيح، من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) .
فأول حق للزوج على زوجته: أن تعامله معاملة كريمة، وأن تحسن عشرته، والتخاطب معه، وأن تحسن الرد عليه، فقد تعكر الزوجة صفو البيت، ولا يجد الزوج في بيته سكينة ولا سكناً ولا راحة ولا هدوءاً؛ لأن الزوجة تعكر عليه صفو هذا البيت بردودها بسوء خلقها بلسانها، فاللسان خطير، بل ربما تتقدم الزوجة لتعتذر -كما سأبين إن شاء الله تعالى- للزوج، فتعتذر بأسلوب منفر، يستشعر فيه الزوج الكبرياء والخيلاء، وأنها لا تريد أن تتنازل أبداً، وتتعامل معه كأنها تتعامل مع شخص غريب، أو أنها تتعامل مع ند أو نظير أو مثيل أو شبيه لها، وهذا لا يجوز أبداً.
إذاً: أول حق للزوج على زوجته: أن تعامله معاملة كريمة طيبة، وأن تكون حسنة الخلق حسنة العشرة.