مداخلة: ما رأيك فيمن يدخل البيت ويفتح بهدوء، ثم يفتح الأبواب مرة واحدة فجأة، ثم يقول: أنا عندي غيرة؟ الشيخ: هذا جميل! ومن حق الزوج أن يغار على زوجته، بل دعني أؤصل لك أن الزوج الذي لا يغار على زوجته أو يقر الخبث في بيته فإنه رجل ديوث، لا يدخل الجنة إلا إذا شاء الله وتاب عليه كما أخبرنا رسول الله، فنحن لا نتألى على أحد، ولا نستطيع أن نحكم على أحد بجنة أو نحكم على أحد بنار، حاشى لله، لكن اسمع إلى ما يقوله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره-: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث -أي: الرجل الذي يقر الخبث في أهله ولا يغار على أهله - والمسترجلة من النساء) ، يعني: المرأة التي تتشبه بالرجال في كل شيء، هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى، فمن حق الزوج أن يغار، لكن فليعلم أن الغيرة نوعان: غيرة محمودة، وغيرة مذمومة، كما في الحديث الذي رواه أحمد والنسائي بسند حسن من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله) ، فأما الغيرة التي يحبها الله سبحانه فالغيرة في ريبة، الغيرة التي لها أسباب صريحة، ولها أدلة ومستندات واضحة، فهذه غيرة يحبها الله جل وعلا، وأما الغيرة التي لا يحبها الله سبحانه وتعالى فالغيرة في غير ريبة، والتي تبنى على الظن والأوهام والشكوك، وهذه الغيرة تخرب البيوت، وتدمر الأسر، وإذا أطلق الزوج لنفسه الخيال والعنان ربما اتهم زوجته بأبشع التهم، فلا بد أن تكون الغيرة منضبطة، بلا إفراط أو تفريط؛ حتى تستمر الحياة وتظل بيوت المسلمين مستورة، أسأل الله أن يسترها، وأن يجعلها دائماً عامرة بالسعادة والإيمان.