مقدم البرنامج: هناك أزواج كثيرون يفهمون أن طاعة الزوجة طاعة مطلقة في كل ما يطلبه الزوج، حتى ولو كانت الطاعة في معصية الله سبحانه وتعالى، فهل الزوجة لها حق في أن ترفض هذه الطاعة المطلقة؟ الشيخ: طاعة الزوجة لزوجها واجب عليها، وهو حق مطلق للزوج ما دام لم يأمرها الزوج بمعصية الله جل وعلا، لكن الحياة الزوجية تنبني على المودة والرحمة، فيجب على الزوج بالمقابل إذا أمر زوجته أن يأمرها بأسلوب مؤدب، وبالخلق الذي تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أقول: شتان بين زوج يطلب من زوجته ما يريد بأسلوب يجبر به الزوجة أن تفعل له ما يريد بنفس راضية، وبين زوج آخر يصدر الأوامر لامرأته، وكأنه يسوق أمامه أمة من الإماء؛ فلا تقبل الزوجة، فينطلق الزوج ليشكو زوجته بعد ذلك.
أقول: إن طاعة الزوج واجبة على الزوجة، وحق للزوج على زوجته ما لم يأمرها بمعصية الله، وأود أن أهمس في آذان أحبابنا من الرجال والأزواج وأقول: الزوج العاقل هو الذي يعلم الوقت الذي يأمر فيه زوجته فتطيعه.
اختر الوقت فهذه مسألة في غاية الأهمية، فلا تأتِ في وقت ترى فيه الزوجة غاضبة ومنفعلة ثم تصدر لها الأوامر، افعلي كذا وكذا وكذا وإلا فأنت طالق، فهذا أسلوب لا يمكن على الإطلاق أن يضمن للحياة الزوجية السعادة والأمن والهدوء والاستقرار، بل ربما ينفعل الزوج على امرأته لأتفه الأسباب.
وأود أن أحذر بأن أخطر ما يحدث في كثير من بيوت المسلمين: أن يشهر الزوج سيف الطلاق لأي خطأ، ولأي تقصير من الزوجة.
إذاً: يجب على الزوجة أن تطيع زوجها ما لم يأمرها بمعصية الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان والطبراني وغيرهما، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم:(إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها؛ قيل لها يوم القيامة: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت) .
ودعنا نكرر الحديث مرة ثانية لجلاله وجماله، فلتستمعي أيتها الزوجة الفاضلة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا صلت المرأة خمسها) حافظي على الصلاة، ولا تضيعي الصلاة لأي سبب، ولو كان لإعداد الطعام لزوجك، فحق الله عز وجل مقدم على حق الزوج، ولا ينبغي أن تعتذر الزوجة بتأخير الصلاة بدعوى أنها تعد الطعام للزوج وللأولاد، لا، بل تقدم حق الله سبحانه وتعالى.
(إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها) ما لم يكن عندها عذر شرعي معلوم.
(وحصنت فرجها) حفظت نفسها من الوقوع -والعياذ بالله- فيما يغضب الله جل وعلا.
(وأطاعت زوجها) أي: في غير معصية الله.
(قيل لها يوم القيامة: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت) .