وَلما مثل الصاحب بَين يَدي فَخر الدولة سَأَلَهُ مَاذَا فعلت مَعَ تِلْكَ الْجَمَاعَة قَالَ الصاحب يَا مولَايَ أَعْطَيْت كلا مِنْهُم جوادا مطهما وخلعة وصلَة وعينت لَهُ عملا من بَين الْأَعْمَال الَّتِي انتزعتها من أَصْحَاب العملين فِي الدولة والديوان ثمَّ صرفتهم إِلَى بُيُوتهم بعد أَن عرف كل عمله فِرَاق لفخر الدولة ذَلِك وَأقرهُ ثمَّ قَالَ لَو فعلت غير هَذَا لما كَانَ فعلك صَحِيحا ليتك أقدمت على مَا أقدمت عَلَيْهِ السّنة قبل عشر سنوات فَمَا كَانُوا لِيَرْغَبُوا فِي خصومنا يجب أَلا يسند لأي شخص بعد الان سوى عمل وَاحِد لتَكون لكل المتصرفين أَعمال وليكون للأعمال جَمِيعهَا رونق وبهاء فَإِذا مَا ولي شخص وَاحِد عملين أَو ثَلَاثَة فَإِن سبل الْعَيْش تضيق على الاخرين وَإِن حكام الْأَطْرَاف ومتسقطي عُيُوب دولتنا سيقولون ألم يبْق فِي مملكتهم رجال حَتَّى يعهدوا بعملين إِلَى رجل وَاحِد ويحملوننا على عدم الْكِفَايَة والجدارة ألم تَرَ أَن الْحُكَمَاء قَالَت لكل عمل رجال ان فِي المملكة وظائف كَبِيرَة ومتوسطة وصغيرة فليعط كل عَامل ومتصرف عملا