للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بإغلاق بَاب الْقصر ودعا إِلَيْهِ كبار رجال الْجَيْش وقادته فِي حجرَة خَاصَّة فَبَايعُوهُ وَعَاهَدُوهُ ثمَّ خَرجُوا إِلَى الخوان مُبَاشرَة بيد أَن أحدهم تسلل من الْقصر عَن طَرِيق السّقف وخف إِلَى نوح بن نصر وَأخْبرهُ بِمَا حاكه قادة الْجَيْش فامتطى نوح صهوة جَوَاده حَالا وَمضى الى قصر وَالِده على جنَاح السرعة وَقَالَ لَهُ علام الحلوس وقادة الْجَيْش قد عقدوا الْبيعَة والعهد للقائد الْأَعْلَى السَّاعَة إِنَّهُم سيتحولون بعد الطَّعَام إِلَى مجْلِس الشَّرَاب فيشرب كل مِنْهُم ثَلَاثَة أقداح ثمَّ ينهبون كل مَا فِي الْمجْلس من الة الذَّهَب وَالْفِضَّة وَمَا أخذُوا من خزانتك وَيخرجُونَ إِلَى قَصرنَا فيقتلونك ويقتلونني وَيقْتلُونَ كل من يَجدونَ فِيهِ ان الْغَرَض من وَرَاء هَذِه الْوَلِيمَة هُوَ هلاكنا فَقَالَ نصر لنوح فَمَا الْحِيلَة الان قَالَ نوح أَن ترسل الان اثْنَيْنِ من خَاصَّة خدمك إِلَى الْقَائِد الْأَعْلَى وَقبل أَن ينْهض الْجمع عَن الطَّعَام إِلَى الشَّرَاب ليهمسا فِي أُذُنه يَقُول لَك الْأَمِير بَلغنِي أَنَّك تكلفت كثيرا وأقمت مأدبة فِي غَايَة الْبَهَاء وَالْعَظَمَة أما وَعِنْدنَا بضعَة كراس ذهبية مرصعة لَا قبل لأحد الْمُلُوك الْيَوْم بهَا فِي مَكَان خَارج الخزانة نسيت أَن أَقُول لَك بَان تحملهَا إِلَى مجلسك أَيْضا لتضفي عَلَيْهِ زِينَة مَا بعْدهَا زِينَة ان ثمنهَا عشرَة أَضْعَاف ألف ألف دِينَار هَلُمَّ لآسلمك إِيَّاهَا يدا بيد ايضا قبل أَن يصير الضيوف إِلَى مجْلِس الشَّرَاب وَسَيَأْتِي لَا محَالة طَمَعا بِالْمَالِ وَحين يَجِيء نقطع رَأسه ثمَّ نتداول فِيمَا يجب فعله بعد

وَأرْسل نصر فِي الْحَال اثْنَيْنِ من خَاصَّة خدمه يبلغان الْقَائِد الْأَعْلَى هَذَا وَفِي حِين كَانَ المدعوون منهمكين فِي الطَّعَام قَالَ الْقَائِد لوَاحِد أَو اثْنَيْنِ مِنْهُم لأي شَيْء يستدعيني الْأَمِير السَّاعَة قَالُوا لَهُ اذْهَبْ وأحضر الكراسي أَيْضا فَكل شَيْء يَلِيق بِنَا الْيَوْم وَمضى الْقَائِد ألى قصر الْأَمِير مسرعا فاستدعى إِلَى إِحْدَى الْحجر وَأمر الْأَمِير غلمانه على الْفَوْر بفصل رَأسه عَن جسده وَوَضعه فِي مخلاة ثمَّ قَالَ نوح لِأَبِيهِ لنركب نَحن الِاثْنَيْنِ وَنَذْهَب والمخلاه مَعنا إِلَى قصر الْقَائِد الان ولتتنح أَنْت عَن الْعَرْش أَمَام قادة الْجَيْش وتجعلني وليا للْعهد لأتولى جوابهم عَنْك لكَي يظل الْملك فِي بيتنا ان الْجَيْش لن يكون على وفَاق مَعَك بعد الان وَإنَّك ستنجو بِهَذَا من قَتلهمْ وَتَمُوت موتا عاديا وركبا ومضيا إِلَى قصر الْقَائِد على وَجه السرعة والتفت قادة الْجَيْش فَإِذا الْأَمِير وَابْنه يدخلَانِ الْقصر فنهضوا جَمِيعًا وتقدموا إِلَى الْأَمَام ترحيبا بهما وَلم يكن أحد

<<  <   >  >>