للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فراشنا فَقل لَهُ انني سأقيم لَهُم مأدبة على أَن يتجهوا بعد الطَّعَام لغزو الْكفَّار فِي بلاساغون الَّتِي استولى عَلَيْهَا كفرة التّرْك وَجَاوَزَ صُرَاخ المتظلمين مداه كَيْمَا لَا يسيئ بك الظَّن ثمَّ هيىء نَفسك لإعداد مستلزمات الْوَلِيمَة وَمر الْجنُود أَن اسْتَعدوا لضنك يَوْم كَذَا ثمَّ استعر كل مَا فِي خزانَة الْملك وَبَيت شرابه وفراشه من الة ذهبية وفضية وفرش الديباج والتحف وخذها إِلَى قصرك وَفِي الْيَوْم الْمَوْعُود وَبعد أَن يَجِيء الْجند جَمِيعهم إِلَى قصرك أغلق بَابه بِدَعْوَى كَثْرَة النَّاس ثمَّ ادْع إِلَى إِحْدَى الحجرات قادة الْجَيْش لشرب الْجلاب وفاتحهم فِي الْأَمر تَوْطِئَة قتل الْأَمِير ومبايعة الْقَائِد الْأَعْلَى إننا وَنحن الأَصْل مَعَك أما الاخرون وهم الْفَرْع فَإِنَّهُم سيوافقوننا بعد أَن يسمعوا رَأينَا ايضا وينضمون إِلَيْنَا حِينَئِذٍ نعاهدك ونغلظ لَك الْأَيْمَان ونعقد لَك الْبيعَة بالإمارة ثمَّ نخرج من الْحُجْرَة ونجلس إِلَى الخوان وَبعد الطَّعَام ننتقل إِلَى مجْلِس الشَّرَاب فيشرب كل منا ثَلَاثَة أقداح ثمَّ نهب انية الْمجْلس ذهبيها وفضيها قادة الْجَيْش وَنخرج حَالا ونتوجه إِلَى قصر الْأَمِير فنقبض عَلَيْهِ ونقتله وَلَا نؤمن أحد من ندمائه وَاتِّبَاع مذْهبه بل نقتلهم جميها ثمَّ ننهب كل مَا فِي خزينته وإصطبله وقصره ونجلسك على الْعَرْش فَوْرًا بعد ذَلِك نأمر الْجَيْش بِأَن يشرعوا سيوفهم ويمضوا إِلَى الْمَدِينَة والريف ليقتلوا كل من يَجدونَ من القرامطة كَافَّة ويحرقوهم وينهبوا ثرواتهم وممتلكاتهم فَقَالَ الْقَائِد الْأَعْلَى هَذَا هُوَ التَّدْبِير

وَفِي الْيَوْم التَّالِي قَالَ الْقَائِد الْأَعْلَى لنصر بن أَحْمد ان قادة الْجَيْش يريدونني أَن أقيم لَهُم وَلِيمَة ويطالبونني بهَا يوميا فَقَالَ نصر ان تستطع فَلَا تقصر قَالَ الْقَائِد الْأَعْلَى لست عَاجِزا من حَيْثُ الطَّعَام وَالشرَاب لكنه يتَعَذَّر عَليّ أَن أهيىء مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمجْلس من فرش والة وزينة ذهبية وفضية فإمَّا أَن يولم الْمَرْء وَلِيمَة جَيِّدَة وَإِلَّا فَلَا قَالَ نصر خُذ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ لهَذَا الْغَرَض من خزانتنا وبيوت شرابنا وَبَيت فراشنا فَقبل الْقَائِد الأَرْض بَين يَدي نصر بن أَحْمد وَانْصَرف

وَفِي الْيَوْم التَّالِي قَالَ للجند عَلَيْكُم أَن تجهدوا يَوْم كَذَا ثمَّ حمل كل مَا فِي خزانَة نصر بن أَحْمد وبيتي شرابه وفراشه من أطباق الذَّهَب وضروبها وَأقَام وَلِيمَة لم ير أحد مثلهَا فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَأم قصره جَمِيع قادة الْجَيْش كل وفوجه ثمَّ أَمر الْقَائِد الْأَعْلَى

<<  <   >  >>