بِشَيْء وَيَقُولُونَ هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَأخذ بن أَحْمد يُكرمهُ ويرقع من قدره أَكثر فَأكْثر يوميا حَتَّى أَنه أضحى لَا يُطيق دونه صبرا وباختصار فقد انْتهى الْأَمر باستجابة نصر بن أَحْمد لدعوته وهيمنة النخشبي ونفوذه حَتَّى أصبح تعْيين الوزراء وتنحيتهم رهن إِرَادَته وَرَاح الْأَمِير ينفذ كل مَا يَقُول
وَلما وصل أَمر النخشبي إِلَى هَذَا الْحَد جاهر بدعوته فسانده أَتْبَاعه وأظهروا مَذْهَبهم عَلَانيَة وازدادوا قُوَّة وجرأة وَصَارَ الْأَمِير يُجَالس السبعيين غير أَن التّرْك وقادة الْجَيْش لم يرق لَهُم أَن يتَحَوَّل الْأَمِير إِلَى القرمطية فقد كَانَ لقب قرمطي يُطلق فِي تِلْكَ الْأَيَّام على من يعتنق هَذَا الْمَذْهَب
أما عُلَمَاء الْمَدِينَة وضواحيها وقضاتها فَجمعُوا أنفسهم ومضوا جَمِيعًا إِلَى الْقَائِد الْأَعْلَى للجيش وَقَالُوا لَهُ حذار فالإسلام فِي مَا وَرَاء النَّهر فِي محنة وضياع لقد أضلّ هَذَا النخشبي الحقير الْأَمِير وَجعله قرمطيا وحرف النَّاس عَن سَبِيل الْحق وَلَقَد ال أمره إِلَى أحد يَدْعُو فِيهِ النَّاس إِلَى مذْهبه جهارا وَعَلَانِيَة لَا نستطيع أَن نلوذ بِالصَّمْتِ أَكثر من هَذَا فَقَالَ لَهُم إِنِّي شَاكر لكم هَذَا عودا واهدأوا بَالا فَسَيَأْتِي الله تَعَالَى بِمَا فِيهِ الصّلاح إِن شَاءَ الله
وَفِي الْيَوْم التَّالِي كلم قَائِد الْجَيْش نصر بن أَحْمد فِي الْأَمر دون جدوى وثارت ثائرة الْجند فَقَالُوا لن نوافق باية حَال على مَا اخْتَار الْأَمِير أَو نسهم فِيهِ اما قادة الْجَيْش فبدأوا يتبادلون الرسائل سرا بَان مَا الْحِيلَة واستطاعوا أَن يعرفوا مَا يكنه كل وَاحِد مِنْهُم وَهُوَ أَنهم لن يرْضوا بِمَا أَخذ الْأَمِير نَفسه بِهِ لقد كَانُوا كلهم من ذَوي العمائم سوى أميرين تركيين دخلا فِي هَذَا الْمَذْهَب واخيرا اتّفق قادة الْجَيْش على أَن لَا نُرِيد أَمِيرا كَافِرًا سنقتل الْأَمِير ونجعلك أَنْت يَا قَائِد الْجَيْش الْأَعْلَى أَمِيرا ونقسم لَك بأننا لن نتراجع عَن هَذَا واستجاب الْقَائِد الْأَعْلَى لَهُم تدينا وَطَمَعًا فِي الحكم وَقَالَ ان أول مَا يَنْبَغِي أَن نتدبره هُوَ أَن نَجْتَمِع نَحن قادة الْجَيْش مَعًا ونتعاهد ثمَّ نتداول فِي كَيْفيَّة الِاسْتِيلَاء على زِمَام الْأُمُور بِنَحْوِ لَا يدْرِي بِهِ الْأَمِير فَقَالَ قَائِد عَجُوز يُقَال لَهُ طلن أوكا تَدْبِير الْأَمر أَن تخبر أَنْت يَا قَائِد الْجَيْش الْأَمِير ان قادة الجيشش يطْلبُونَ إِلَيّ ان أقيم لَهُم مأدبة وَلنْ يَقُول بأية حَال لَا تفعل بل سَيَقُولُ وَلم لَا أَن تستطع حِينَئِذٍ قل لَهُ انني لست عَاجِزا من حَيْثُ الطَّعَام وَالشرَاب لكنني لَا أقدر على إعداد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمجْلس من سجاد وفراش والة وأدوات زِينَة ذهبية وفضية وسيقول لَك خُذ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من خزانتنا وَبَيت شرابنا وَدَار
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute