للثقل وتسقط على الشمس. يضاف إلى ذلك ما يشاهد من نظام عجيب في الكائنات الحية وأعضائها، وغرائز الحيوان الأعجم منها. فلم يكن نيوتن ماديا ولم يستخدم الآلية إلا لربط الظواهر في نظام علمي.
٦٤ - جون تولاند " ١٦٧٠ - ١٧٢١ ":
أ- هو من أوائل دعاة المادية في إنجلترا في هذا القرن، ومن "أحرار الفكر" المتحمسين. نشر آراءه في "رسائل إلى سرينا""يريد الملكة صوفيا شارلوت البروسية، وكان قد أقام لديها في سنتي ١٧٠١ و ١٧٠٢، وتعرف هناك إلى ليبنتز" وقد ألحق بهذه الرسائل "ردا على سبينوزا" ومقالا في "الحركة باعتبارها خاصية جوهرية للمادة"" ١٧٠٤ "؛ ثم في كتابه "وحدة الوجود"" ١٧١٠ ".
ب- وهو يذهب إلى أن المادة جوهر فاعل حي، وليست جوهرًا ساكنًا قابلًا للحركة من خارج كما تصورها ديكارت، وأن السكون لا يوجد إلا بالإضافة إلى الحواس، فلا حاجة لافتراض النفس، سواء أكانت كلية أم جزئية, وبذلك يسقط المذهب الثنائي. والفكر وظيفة من وظائف المادة تقوم بها متى توفر لها التركيب المطلوب, مثل تركيب المخ؛ فالفكر وظيفة المخ كما أن الذوق وظيفة اللسان. وقد خلق الله المادة فاعلة، وهو يدبر حركات الطبيعة فيتحقق ما في الجمادات والأحياء من نظام. ومعنى هذه العبارة الأخيرة أن تولاند كان واحدًا من "الطبيعيين" المؤمنين بالله كصانع للعالم، المنكرين لعنايته وللوحي وللنفس وللآخرة! وكانوا كثيرين دعوا ١ deists.
٦٥ - ديفيد هارتلي " ١٧٠٤ - ١٧٥٧ ":
أ- طبيب وعالم طبيعي, ويصرح في كتابه "ملاحظات على الإنسان"" ١٧٤٩ " أنه متأثر بنيوتن ولوك. ويذهب إلى مثل مذهب تولاند، مع فارق بسيط هو أنه يضع في الإنسان "نفسًا" هي جوهر جسمي متمايز من الدماغ
١ في كتاب "المنقذ من الضلال" للغزالي تعريف للطبيعيين يطابق تمامًا المقصود بكلمة deists عند الإفرنج.