نشر عدة كتب في الأخلاق، أهمها كتاب "الفحص عن أصل معنى الجمال والفضيلة"" ١٧٢٥ " وعين أستاذًا بجامعة جلاسكو في سنة ١٧٢٩. ويقتصر عمله على ترتيب آراء شفتسبري والتوسع في شرحها والتدليل عليها. وهو يذهب إلى أن لنا حسًّا للخير الخلقي، وأنه مع ذلك لا يغني عن العقل وعن التجربة؛ فالعقل يستنبط الوسائل لتحقيق غايات ذلك الحس، والتجربة تظهرنا على معلولات الأفعال وتعلمنا أن خير الأفعال ما عاد بأكبر سعادة على أكبر عدد من الناس. والحس الخلقي منحة من الله ودليل على حكمته السامية من حيث إن هذا الحس لا يقر إلا الأفعال النافعة للغير أو العائدة علينا بخير شخصي يتفق مع خير الغير, وهو حس أصيل لا يرجع إلى الدين ولا إلى النفع الاجتماعي؛ أما أنه لا يرجع إلى الدين، فالشاهد عليه ما نراه من بعض الناس الذين لا يعرفون الله ولا ينتظرون منه ثوابًا وهم حاصلون مع ذلك على معنى رفيع للشرف؛ وإذا استبعدنا الحس الخلقي ولم نعتبر سوى الجزاء الإلهي، كانت أفعالنا صادرة عن إغراء الثواب أو خوف العقاب لا عن الشعور بالواجب، وأما أن الحس الخلقي لا يرجع إلى اعتبار النفع الاجتماعي، فدليله أننا لا نقدر سوى الأفعال النزيهة، فنحتقر الخائن لوطنه ولو كان نافعًا لوطننا، ونكبر العدو الكريم. فالأخلاق قائمة بذاتها, مستقلة عن الدين والتجربة.
٧٠ - آدم سميث " ١٧٢٣ - ١٧٩٠ ":
أ- أخذ عن هاتشيسون بجامعة جلاسكو، ثم قصد إلى أكسفورد، وفي سنة ١٧٥١ صار أستاذًا بجامعة جلاسكو. وكان تدريسه مؤلفًا من أربعة أقسام: اللاهوت الطبيعي، الأخلاق، الحق الطبيعي، الاقتصاد السياسي. وله كتابان مهمان: الأول "نظرية العواطف الأخلاقية"" ١٧٥٩ " والثاني "بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها"" ١٧٧٦ " كان بمثابة "شهادة ميلاد" علم الاقتصاد السياسي, باعتباره علمًا قائمًا برأسه مبنيًّا على التجربة، وعد سميث مؤسسه. وفيما يلي كلمة عن كل كتاب.