للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوانين الوجود، دون أن يتصورها "معاني مجردة"، ودون أن يعدل عن رفضه للمعاني المجردة، وإنما تصورها موجودات عقلية غير مخلوقة، مع علمه بأن "أدق عقل إنساني إذا بذل أقصى جهده لم يدرك من هذه المثل الإلهية إلا وميضًا خاطفًا؛ لعلوها فوق جميع الجسميات محسوسة أو متخيلة". هذه المثل يحقق الله أشباهًا لها تعلنها إلينا بأن يجعل من العالم موجودًا حيًّا تعمل فيه نار لطيفة للغاية هي نفسه، وهي الأداة المباشرة التي يستخدمها الله في تنظيم الحركات الكونية، فإنها مشبعة بالحكمة الإلهية تنفذ إلى جميع الأشياء, وتكون الكيفيات المختلفة أو المعاني المحسوسة، وتؤلف بينها في كل منظم متماسك. ولوفرة هذه النار في ماء القطران كان هذا الماء دواء عجيبًا وآلة العناية الإلهية لنشر الخير بين الناس؛ وينتهي باركلي بنظرية الأفلاطونية الجديدة في الأقانيم الثلاثة باعتبارها وسيلة إلى تصور عقيدة الثالوث, فاتجاهه لم يتغير وآراؤه الرئيسية لم تختلف.

<<  <   >  >>