للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إعطاء بعض الأمثلة الصارمة الرادعة، بدل ترك الاضطراب يتفاقم ويقلب المجتمع؟ وهكذا كان مكيافلي نصير الاستبداد، وبقي اسمه عنوانًا على سياسة الختل والغدر, وحسب المسيحية منه هذا الانتقام!

١٦ - بيير دي لارامي " ١٥١٥ - ١٥٧٢ ":

أ- هذا اسمه الفرنسي، ويعرف أيضًا باسمه اللاتيني "بتروس راموس". هو من أوائل الذين حملوا على منطق أرسطو، وقالوا بالاكتفاء بالمنطق الفطري، فعملوا على زعزعة الفلسفة المدرسية. كان أول أمره خادمًا عند طالب موسر بباريس، وكان يحس رغبة شديدة في العلم، فكان يدرس ليلًا. مال أولًا إلى المنطق المدرسي، ولكنه ما لبث أن رغب عنه، وأقبل بشغف على محاورات أفلاطون. وفي الحادية والعشرين حصل على درجة الماجستير في الفنون برسالة لاتينية عنوانها "في أن كل ما قاله أرسطو فهو وهم" " ١٥٣٦ ". وبعد سبع سنين نشر كتابًا باللاتينية "في الأخطاء الأرسطوطالية" وهو نقد مفصل للمنطق القديم فطلبت الجامعة إلى البرلمان إعدام الكتابين، متهمة المؤلف بأنه عدو الدين والأمن العام، وأنه يبث بين الشباب شغفًا خطرًا بالجديد. وعرض الأمر على الملك فرنسوا الأول، فأصدر مرسومًا بتحريم الكتابين، وكفه عن التعليم والنشر؛ لأنه "إذ ينقد أرسطو يعلن عن جهله هو". على أن هنري الثاني ألغى المرسوم سنة ١٥٥١ , فعلم راموس عشر سنين في الكوليج دي فرانس، وهو معهد أنشأه فرنسوا الأول للعلماء الإخصائيين. علم المجموعتين الثلاثية والرباعية على منهج العصر الوسيط, فصادف إقبالًا هائلًا لم يعرف له نظير منذ تدريس أبيلار، إذ كان يحتشد لاستماعه نحو ألفي شخص. وفي هذه الأثناء نشر بالفرنسية كتابًا في الجدل " ١٥٥٥ " وآخر بعنوان "تنبيهات مقدمة إلى الملك على إصلاح جامعة باريس" " ١٥٦٢ " وفي تلك السنة اعتنق البروتستانتية على مذهب كلفان. ولما نشبت الحرب الأهلية غادر باريس وفرنسا، فلقي استقبالا شائقا في ألمانيا وسويسرا حيث علم من ١٥٦٨ إلى ١٥٧٠ , ثم عاد إلى باريس. وفي ٢٦ أغسطس ١٥٧٢ قتل فيمن قتلوا من البروتستانت.

ب- فكرته الأساسية أن المنطق فن عملي يزاول بالطبع، وأن القواعد عقيمة

<<  <   >  >>