الكميات المتغيرة. فمنذ استكشاف هذا الحساب أصبح من الممكن دراسة تغير الشعور دراسة رياضية دون حاجة إلى وحدة ثابتة تقاس بها الظواهر قياسًا مباشرًا. يكفي أن نعتبر هذه الظواهر بمثابة قوى متعارضة، فإذا تعارضت ظاهرتان بنفس القوة، وقفت كل منهما الأخرى وانتقلتا من مجال الشعور إلى مجال اللاشعور؛ وإذا ما اشتدت إحداهما عادت إلى مجال الشعور وإلى الحركة. فحساب هذا الوقف أو التعادل وهذه الحركة موضوع الدراسة الرياضية للنفس. فهربارت يتصور الظواهر الشعورية قوى متقابلة على مثال الكيفيات الخارجية، أو يتصور العالم الخارجي على مثال عالم النفس, ولكن معادلاته فقدت كل قيمة لأنه أقامها على عدد كبير من الفروض جاءت في الغالب متنافية مع الواقع. وسنرى في الباب التالي محاولات أخرى لإدخال الكم على علم النفس.