الإنسانية؛ غير أن نيومان اتخذ من الضمير أساسًا موضوعيًّا تبنى عليه الحياة, ويبنى عليه اليقين العقلي. فهو قد انتهى إلى ضرب من البراجماتزم، وكتابه "أجرومية التصديق" مليء بالاعتبارات في التجربة الدينية. وهذه وجهة لها حظ كبير عند كثيرين من المحدثين الذين يرون أن للضمير والحياة الروحية قيمة ذاتية، وأن علامة الحق في كل رأي معروض هي ما لهذا الرأي من نفع لحياتنا الأخلاقية والدينية.
١٧١ - سترلنج " ١٨٢٠ - ١٩٠٩ ":
هو زعيم الحركة الثانية، فإن كتابه "سر هجل"" ١٨٦٥ " أول كتاب مهم بالإنجليزية عن هذا الفيلسوف. والكتاب غريب يصطنع في بعض فصوله أسلوب النبوة بما فيه من حماسة وغموض. ويرى سترلنج أن الفلسفة الهجلية هي الفلسفة المسيحية بمعنى الكلمة؛ لأنها تبين أن المسيحية هي الديانة المطلقة وتوفق بين العقل والإيمان. ولما أنشأ اللورد Gifford المحاضرات الفلسفية الدينية المعروفة باسمه، افتتحها سترلنج " ١٨٨٩ " بدروس في "الفلسفة واللاهوت".
١٧٢ - توماس هل جرين " ١٨٣٦ - ١٨٨٢ ":
أ- أستاذ الفلسفة الخلقية بأكسفورد " ١٨٧٨ ". كان معتبرًا زعيم الحركة الهجلية الإنجليزية، وقد أثر في شباب الجامعة تأثيرًا بليغًا يرجع بالأخص إلى سمو شخصيته. أهم مؤلفاته:"المدخل إلى هيوم"" ١٨٧٤ " ينقده فيه نقدًا نافذًا، و"مقدمة للأخلاق"" ١٨٨٣ " يحاول فيها أن يهتدي إلى أساس للأخلاق غير تجريبي.
ب- وجه همه منذ البداية إلى محاربة المذهب الحسي والإلحاد ومذهب اللذة، أي: إلى إعادة العقل في المعرفة، والله في الدين, والخلقية في السيرة. فالمعرفة لا تستغني عن العقل إذ لا معرفة بدون علاقات تربط بين الظواهر فتؤلف الأشياء ومبادئ العلم "كما بين كنط". وهذا الربط يكشف لنا عن وحدة الوجدان "كما بين كنط أيضًا". فلا يمكن اعتبار الوجدان نتاجًا آليًّا للتطور البيولوجي عاطلًا من العقل. ليست توجد الطبيعة "في مذهب كنط" إلا بفضل