سويسري الموطن, فرنسي اللغة, أستاذ بجامعة لوزان. أراد أن يقيم الأخلاق على تأويل فلسفي للعقيدة المسيحية, وعرض هذه المحاولة في كتابه "فلسفة الحرية"" ١٨٤٨ , ١٨٤٩ " فقال: إن الأخلاق لا تستغني عن الحرية فينبغي الفحص عن مبدأ أعلى كفيل بأن يكون لها أصلًا وقانونًا, هذا المبدأ هو الله. إن مذهب وحدة الوجود يرى في الله موجودا ضروريا بضرورة ذاتية، فيرى في فعله فعلًا ضروريًّا كذلك إذ كان من الممتنع الحصول على الممكن ابتداء من الضروري. فلن ننجو من وحدة الوجود إلا بالتسليم بأن الله حرية مطلقة، حتى بإزاء حريته نفسها، وأنه هو ما يريد أن يكون، فإن الموجود الذي يمنح نفسه الكمال بحرية لهو أكمل من الوجود الكامل بالطبع. فالميتافيزيقا تاريخ الأفعال الممكنة للحرية المطلقة, وليس يريد الله الخليقة تبعا لنزوع فيه، فإن هذا يجعل من الخلق فعلًا ضروريًّا. فهو إذن يريد الخليقة لذاتها لا لذاته، وهذه هي المحبة، ويريدها كغاية وإذن يريدها حرة. والأخلاق تحقيق الحرية, والواجب الذي ترجع إليه جميع الواجبات هو التحاب؛ لأن الناس جميعًا متضامنون.
١٨٢ - أنطوان كورنو " ١٨٠١ - ١٨٧٧ ":
أ- رياضي كبير يمتاز بنظريتين: نظرية في نسبية المعرفة على وجه خاص به، ونظرية في وجود الاتفاق أو الصدفة؛ والنظريتان ترميان إلى ضمان الحرية، فإنه إذا كانت معرفتنا نسبية فليس يسوغ القول بالضرورة المطلقة، وإذا كان في العالم مجال للاتفاق كان فيه مجال للحرية. وقد فصل هاتين النظريتين في كتبه الآتية:"عرض نظرية الحظوظ والاحتمالات"" ١٨٤٣ " و"محاولة في أسس معارفنا وفي خاصية النقد الفلسفي"" ١٨٥١ " و"تسلسل الأفكار الأساسية في العلوم وفي التاريخ"" ١٨٦١ " و"اعتبارات في سير الأفكار والأحداث في الأزمنة الحديثة"" ١٨٧٢ " و"المذهب المادي والمذهب الحيوي والمذهب العقلي"" ١٨٧٥ ".
ب- نسبية المعرفة معناها أن المعرفة لا تقع إلا على نسب أو علاقات، غير